مقالات __ كتاب __ صوت جرش
*مع نصاعد الحرب: غزة –الضفة الغربية- جنوب لبنان، زاد عنف المستوطنين في الضفة الغربية إنتشاراً بشكل تعجز أو تتظاهر بالعجزِ الشرطة الاسرائيلية عن السيطرة عليه: حيث الإعتداءات المستمرة على السكان الفلسطينيين وإشعال الحرائق في ممتلكاتهم مثل قطع أشجار الزيتون وتحطيم السيارات، رغم وضع الحواجز على نقاط محددة لمنع المرور، ولكنها حواجز أوهَنَ من بيوت العنكبوت.
*ومن خلال عملية المراقبة التي قام بها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية لنشاطات مرتبطة بالمستوطنين، فقد تضمّن تقريره (أن العنف الذي يمارسه المستوطنون أمرّ قائم على نحو منظم ومنتّظم يستهدف بالأساس مدنيين فلسطينيين وممتلكاتهم ويصف التقرير أن الجهات المختصة الإسرائيلية تكتفي بوصفهم (شباب في ضائقة) وهم بحاجة إلى برامج تأهيلية، نفسياً وإجتماعياً وتربوياً وهو تبرير سادج للسلوك الإرهابي لديهم، فتجاهل هذا العنف أكدته (مجلة فوردن أفّيرز –سبتمبر- أكتوبر- 2024) وكشفت أن ثمّة توطئا بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي- نتنياهو- لهم فقد كشفت المجلة أن رئيس المخابرات الإسرائيلية قد بعث رسالة إليه وجاءت كما يلي:
(إن الهجمات المكثفة التي تقوم بها جماعات المستوطنين الإرهابين- Jewish Terrorism- ضد الفلسطينين في الضفة الغربية المحتلة يهدد الأمن الإسرائيلي، كما أنها عار على جبين اليهودية – Large stain on Judaism- أن تجاهل نتنياهو هذه الرسالة وعدم اتخاذ أي اجراء لوضع حدِّ لهؤلاء المستوطنين المتطرفين لا يمكن تفسيره إلاّ بالرباط المتين ما بين نتنياهو وهؤلاء المستوطنين، لدوافع شخصية ونفسية تتلخص بربط مصيرهِ في السلطة مع اولئك المتطرفين، وبالعنف المتجذّر في تكوينه النفسي والعدواني.
*ويتمادى نتنياهو في العنف عندنا يتغاضى عن الاقتحامات المكثفة والمتواصلة للأماكن المقدسة ويكتفي بالقول الفارغ أنه يتمسك بالوضع القائم في الحرم القدس الشريف، ودونما الرفض الصريح ومن ثمْ المنْع الواضح لتلك الإقتحامات وبخاصة أن وزيراً من حكومته يقودها.
* إن هذا السلوك لنتنياهو نابع عن حالة اجتماعية نفسية تصل إلى حدِّ المعاناة، وكل ذلك من أجل هدف غير مُعلن وهو التمسك بالسلطة، معتمداً على الإرهاب الإستيطاني.