أطلق "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" (هيئة دولية غير حكومية)، عريضة "وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتواطؤ"، التي وقع عليها حتى الآن الآلاف من الشخصيات والنشطاء العرب والأجانب، أكدت أن "حياة الفلسطينيين ليست مجالا للمساومة".
وبحسب القائمين على العريضة، فإنها "تأتي في مرحلة حساسة وخطيرة تتزامن مع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة للعام الثاني على التوالي، والتي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد وأيضاً في ظل الهجمة والحملة الأمنية للأجهزة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله تجاه أبناء شعبنا في مخيم جنين".
ومن أبرز الموقعين على العريضة، الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المغربية الأسبق عبد الإله بنكيران، والمفكر الإسلامي الكويتي طارق سويدان، والقيادي والدبلوماسي الأسبق في حركة "فتح" ربحي حلوم، وعضو "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس" الأب مانويل مسلم، والنائب الأسبق للرئيس العراقي طارق الهاشمي، وعدد من البرلمانيين العرب والأتراك.
وكان من بين الموقعين على العريضة الوطنية، كذلك، رئيس "المؤتمر الشعبي" منير شفيق، والقائم بأعمال رئيس المؤتمر هشام أبو محفوظ، ومساعد أمين عام المؤتمر سري زعيتر.
وأوضح المتحدث باسم حملة "وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتواطؤ"، ماهر حجازي، أن العريضة تؤكد أن "الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج موحد حول رفض الإبادة الإسرائيلية على شعبنا وبالوقت نفسه موحداً في رفض الممارسات الأمنية غير الوطنية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تجاه أبناء شعبنا في مخيم جنين خاصة، وفي كل مخيمات الضفة".
وشدد حجازي في حديث لـ "قدس برس" على ضرورة أن "تستمع السلطة إلى خيار الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة سياسة الضم والتوسع".
وأكد حجازي أن "العريضة لها ما بعدها... يتمثل بعمل ميداني سيترافق مع هذه العريضة من خلال جملة من الفعاليات الإعلامية والشعبية الميدانية التي تعبر عن محتواها".
وأضاف "هذه العريضة تعتبر إحدى أدوات الضغط، وخاصة الحكومات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي بأن توقف عدوانها على شعبنا الفلسطيني الذي يعاني ويلات داخل قطاع غزة".
وأشار حجازي إلى أن العريضة تهدف إلى "الضغط على السلطة الفلسطينية بأن توقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن تفك الحصار عن مخيم جنين وباقي المخيمات... وأن تنسجم مع الموقف الشعبي الفلسطيني الذي عبر بشكل واضح رفض الاقتتال الفلسطيني".
مشددا على أن "ما يمارسه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من أعمال مقاومة، هو في إطار القانون الدولي والحق المكفول، ومن ثم ما تقوم به السلطة الفلسطينية منافياً للوطنية الفلسطينية ولخيارات شعبنا" على حد تعبيره.
وأشار إلى أن العريضة "تحمل رسالة رفض لاستمرار نزيف الدم الفلسطيني، وأن الدم الفلسطيني خط أحمر، وأن هذا الدم يجب أن يكون موحداً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في هذه المرحلة الخطيرة التي تعيشها القضية الفلسطينية".
ويشهد مخيم "جنين" في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، منذ أكثر من أسبوعين، حالة من الاحتقان نتيجة استمرار المواجهات والاشتباكات بين أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من جانب، ونشطاء المقاومة وعلى رأسها "كتيبة جنين - الجهاد الإسلامي" من جانب آخر، إثر محاولة الأولى اقتحام المخيم لاعتقال نشطاء المقاومة.
وأسفرت المواجهات، عن شهداء في صفوف المقاومة، إضافة إلى قتلى بين عناصر أجهزة أمن السلطة، واعتقال العشرات، وتزامنا مع ذلك تشهد المدينة والمخيم حالة من الشلل الاقتصادي والاجتماعي وتعطيل للمرافق التعليمية وتحديدا في مخيم جنين.
ورغم عشرات النداءات والبيانات والتدخلات الفصائلية والعشائرية والمجتمعية، إلا أنّ السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية رفضت كل الأطروحات المقدمة، وتصر على اقتحام المخيم وإنهاء الحالة الموجودة فيه مهما كلف الأمر.