العالم المزيف والعنصري الذي يحرجه ذبح عصفور أو دهس قطة أو قتل طفل أوكراني ولكن لا يحرجه قتل أطفال غزة والعائلات التي مسحت من السجل المدني في قطاع غزة إنه عالم العنصرية وازدواجية المعايير التي لامسناها منذ السابع من أكتوبر أثناء عملية طوفان الأقصى.
غزة كشفت المستور وعرت المنظمات العالمية والأممية من واجباتها الإنسانية الأخلاقية وفضحت الغرب وعنصريتهم تجاه أطفال فلسطين وكل ما يتعلق بفلسطين، هذه المنظمات التي أصبحت مجرد اسم ووهم والتي تناقضت مرارا وتكرارا مع تصريحاتها فيما يتعلق بحماية الأطفال والنساء والمدنيين العزل في غزة لا فائدة منها.
اليوم العدوان السافل والوحشي والهمجي واللإخلاقي والمدعوم بقوة عسكرية وبأموال أمريكية وغربية يقترب من عامه الأول والأطفال بلا حماية والنساء في أماكن يرثى لها والرجال بين أزقة الخراب والبيوت المهدومة نائمون والمناظر تقشعر لها الأبدان كل هذا وهذه المنظمات الدولية والعالمية لم تقدم أي شي يذكر لأهالي قطاع غزة.
غزة خالية من الطعام والشراب والدواء والمعدات الطبية وسيارة الإسعاف متوقفة عن العمل لنفاد الوقود والمستشفيات خارج الخدمة لتعرضها مرارا وتكرارا للقصف الصهيوني والأطباء بين معتقلين ومصابين وتحت تهديد السلاح كل هذا وأكثر يحدث في غزة.
الأطفال والنساء والمدنيون هم أهداف الحرب الصهيونية القذرة على قطاع غزة، فلم نسمع عن آلاف المقاومين إنهم قتلوا بل ما كنا نسمعه مجزرة جديدة في خان يونس ونتج عنها 20 طفلا شهيدا وإصابة 100 امرأة ومجزرة أخرى في بيت حانون نتج عنها 100 سيدة شهيدة وإصابة 50 طفلا بإصابات خطيرة، هذه الحرب هي حرب القذرة هي حرب تصفية أطفال ونساء فلسطين.
نعم، لدينا شهداء في غزة قد تتجاوز أعدادهم 50 ألفا بين شهيد ومفقود خلال مئة وسبعة أيام من الحرب ولكن في نفس الوقت لدينا نساء غزليات أنجبن 20 ألفا من الأطفال في هذه الحرب، فالرسالة واضحة من نساء فلسطين الشجعان إلى هذا العدو المتغطرس المتلبس بدمائهم في الشراكة الأمريكية بأن القتل والدمار والعمليات العسكرية تجاه المدنيين لم تزدنا خوفا بل زادتنا قوة وصلابة وأنجبنا لكم جيلا من التحرير.