أعلن رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عبدالله زغاري، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدأت بتجميع 90 أسيرًا فلسطينيًا في سجن عوفر استعدادًا لإطلاق سراحهم اليوم، ضمن صفقة تبادل تشمل الإفراج عن ثلاث أسيرات تحتجزهن حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي تصريحاته، أوضح زغاري أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستقوم بفحص الأسرى الفلسطينيين لأول مرة منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن الاحتلال سيعلن أسماء الأسرى المقرر إطلاق سراحهم في وقت لاحق اليوم تمهيدًا لتنفيذ العملية بحلول المساء.
وأكد زغاري أن المرحلة الأولى من الصفقة، الممتدة لستة أسابيع، ستشمل إطلاق سراح 1904 أسرى فلسطينيين، بينهم 296 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد.
ومن بين المفرج عنهم الأسير الأردني عمار مرضي، الذي يقضي حكمًا بالسجن مدى الحياة. وأضاف أن الاتفاق يتضمن ترحيل 250 أسيرًا خارج فلسطين كجزء من تفاهمات وقف إطلاق النار.
من هو عمار مرضي
عمار مصطفى أحمد مرضي، أسير ومناضل فلسطيني-أردني، ينتمي إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وُلد في 18 سبتمبر 1981 في مدينة رام الله بالضفة الغربية، ويحمل الجنسية الأردنية إلى جانب الفلسطينية.
بدأ نشاطه النضالي في سن مبكرة، وأصبح مطاردًا من قوات الاحتلال قبل أن يبلغ 18 عامًا. التحق بجامعة بيرزيت عام 2000 لدراسة العلوم السياسية، لكن اعتقاله يوم 9 يونيو 2002 حال دون استكمال تعليمه آنذاك. ورغم ذلك، استطاع عمار إكمال دراسته داخل السجن، حيث حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية ودرجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، على الرغم من محاولات الاحتلال المستمرة لحرمانه من هذا الحق.
مسيرته داخل الأسر
تعرض عمار المرضي لتحقيقات مكثفة استمرت ثلاثة أشهر بعد اعتقاله، وانتهت بالحكم عليه بالسجن المؤبد و20 عامًا إضافية. داخل السجن، واصل عمار نشاطه النضالي، حيث أصبح أصغر ممثل تنظيمي للأسرى الفلسطينيين وممثلًا لحركة فتح في لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة.
عام 2022، نُقل إلى سجن "هداريم"، حيث اختير في سبتمبر من العام نفسه عضوًا في لجنة قيادة الإضراب التي أعلنتها الحركة الأسيرة احتجاجًا على الإجراءات التعسفية الإسرائيلية. وفي مارس 2023، شارك مرضي في إضراب عن الطعام ضد القمع الإسرائيلي للأسرى.
ظروف صعبة وعزلة
في نوفمبر 2023، قررت إدارة سجون الاحتلال عزل عمار في سجن "سلمون" ومنع زيارته بشكل كامل. كما واجه صعوبات إنسانية مؤلمة، من بينها وفاة والدته في 2015، حيث حُرم من وداعها أو حضور جنازتها. وكانت والدته قد مُنعت من زيارته طوال ثماني سنوات، فيما حُرم أشقاؤه أيضًا من زيارته لسنوات طويلة.
عمار مرضي يُعتبر رمزًا للصمود الفلسطيني، حيث أسهم خلال سنوات أسره في توحيد الصفوف داخل السجون وتعزيز نضالات الحركة الأسيرة في وجه الإجراءات القمعية الإسرائيلية.