ريمون مرهج
نحيا في هذا العالم ومنذ صغرنا نعيش في أحلام تُولد معنا ونأمل دوماً في مسيرة عمرنا تحقيقها، فإذا بها تتهمش وتذبل كلما كبرنا، لأن الواقع هو غير ما اعتقدناه في طفولتنا، والحياة ليست كما رسمناها في أعماقنا. يمر العمر ونحن نحاول أن نفهم هذه الدنيا والناس القاطنين فيها. نحاول أن نطبّق ما رسمته لنا الملائكة في قلوبنا ونحن صغاراً من: البراءة والصدق، من المحبة والنوايا الحسنة، من الأمل والتفاؤل. لكن تصيبنا الصدمة ونُصاب بالدهشة والإحباط كلما كبرنا سنة من عمرنا فندرك أن العالم والمجتمع الذي نحيا به لا يمت إلى حقيقة مبادئنا بصلة ولا إلى رؤيتنا للحياة ونحن في صبانا.
ندخل معترك الوجود بصلابة فندافع عن حقوقنا تارة ونصون الخير والقيم تارة أخرى بثبات إيماننا وبقوة قناعاتنا وما تربينا عليه منذ صغرنا فنتصدّى لكل ظلم واستبداد، لكل شر بكافة أساليبه التي تهدف إلى تدمير الإنسان فينا. نجابه كل ما يصيبنا من يأس وإحباط ومن زرع الشك والنزوات في أعماقنا باتكالنا على رب العالمين وإيماننا به وبقوة جبروته المدافع دوماً عن أبناء الخير والحارس أبداً لكل من التجأ إليه.
ندافع عن الحق والعدالة، عن الإنسانية والرحمة، عن الجمال والحب وعن الأرض والأرواح الطيبة القاطن فيها كل منا بحسب مهاراته ومواهبه، يحيا بها ليدافع عن وجوده وكيانه ويحمي أخاه الإنسان. وأنا اليوم أكتب بمداد روحي ما يختلج في أعماقي منذ طفولتي، علني أساهم ولو بجزء بسيط جداً في إحياء هذه المسيرة المقدسة التي وهبها الله لنا.