تساءلت صحيفة "معاريف" العبرية عن سبب عودة الجيش الإسرائيلي للمرة العاشرة أو أكثر إلى مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، على الرغم من أنها كانت أول مدينة يدخلها منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت الصحيفة: "للمرة العاشرة أو أكثر، الجيش ينفذ عملية برية في بيت حانون شمال قطاع غزة، ورغم أن المنطقة هي الأولى التي دخلتها القوات قبل عام، وأصبحت فارغة من السكان إلا أن القوات تعرضت لكمائن وجنودنا يُقتلون هناك، كيف تمكنت حماس مرة أخرى من العودة إلى بيت حانون؟".
وأضافت الصحيفة: "قُتل ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي وأصيب آخر بجروح متوسطة عندما أطلقت عليهم قنبلة ثقيلة غرب بيت حانون، ولسوء الحظ فإن القتال في هذه المنطقة يحصد العديد من الضحايا: قتل 38 جنديا حتى الآن في العملية في شمال غزة التي تدخل يومها الثمانين".
وأشارت إلى أن "بيت حانون هي بالفعل المكان الأكثر استراتيجية في قطاع غزة. تقع في الزاوية الشمالية الشرقية، قريبة جدا من سديروت، وفي الواقع فإن المدينة ليست قريبة فحسب، بل تقع على تلة تهيمن على المدينة وأيضا على خط السكة الحديد المؤدي إلى نتيفوت وأوفاكيم".
وأكدت أن "التهديد القادم من بيت حانون هو سبب توقف القطار عن العمل. بيت حانون قريبة جدا من إسرائيل لدرجة أن من الممكن إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وحتى التهديد بإطلاق أسلحة رشاشة على دولة إسرائيل".
ولفتت إلى أن "هذه هي العملية العاشرة أو أكثر التي يقوم بها جيش الإسرائيلي هناك. وفي الواقع، نظرا لقربها من مراكزنا السكانية، فإن هذا هو المكان الأول الذي دخلته قواتنا في العملية البرية في أكتوبر 2023".
وأضافت "معاريف" أنه "في العملية الحالية، تم تحديد المدينة منذ أكثر من شهر بأنها خالية من السكان، وقد قام الجيش الإسرائيلي بإجلاء جميع السكان منها، وتفاجأ الكثيرون في إسرائيل عندما سمعوا أن البلدة ومنازلها لا تزال قائمة جزئيا على أساساتها ولم تلحق بها سوى أضرار طفيفة على الرغم من العمليات العديدة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "على الرغم من أن العملية الحالية حققت إنجازا مهما واحدا، هو إجلاء جميع السكان من المدينة، إلا أن جنودنا لا يزالون يُقتلون هناك بعد شهر ونصف، فكيف يحصل ذلك؟".
وأضافت: "كيف تمكنت حماس مرة أخرى خلال العملية من العودة إلى بيت حانون؟ منذ حوالي أسبوعين فقط، قام الجيش الإسرائيلي بإخلاء البلدة القريبة، بيت لاهيا، بشكل شبه كامل. وداهم الجيش آخر مدرسة في البلدة حيث تحصن آلاف الأشخاص وأمروهم بالتحرك إلى شارع صلاح الدين. ومن هناك يتم الإخلاء إلى الجنوب وراء محور نتساريم".
وزعمت أنه "عندما وصلت قافلة النازحين إلى محور صلاح الدين، لم تتجه جنوبا بل في الاتجاه المعاكس نحو الشمال، إلى بيت حانون الفارغة"، مضيفة أن "التمسك بشمال قطاع غزة هو القضية الأهم بالنسبة لحماس، هذه القافلة المنظمة التي أفلتت من أعين الجيش الإسرائيلي، تظهر أيضا سيطرة حماس على السكان".
تواصل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لليوم الـ 446 من معركة "طوفان الأقصى" دكّ جنود الاحتلال واستهداف آلياتهم بمحاور التوغل في قطاع غزة، مكبّدة الاحتلال خسائر "باهظة" بالأرواح والعتاد.
وفي أبرز العمليات، بثت كتائب القسام، مساء الثلاثاء، مشاهد توثق الكمين الذي نفذته كتائب القسام أمس ضد قوة إسرائيلية شمال قطاع غزة، أدى بحسب جيش الاحتلال إلى مقتل ضابط وجنديين.
وأظهر المقطع المصور، مراحل استدراج المقاومة فرق "المرتزقة" التابعة لجيش الاحتلال، ووصول أحدهم إلى منزل مدمر لتفقده قبل دخول القوة إليه، وبعدما خرج منه تم إرسال طائرة مسيرة من طراز كواد كابتر لتفقد المنطقة.
ولم يتمكن الجندي ولا الطائرة من رصد العبوتين اللتين تم زرعهما مسبقا داخل البيت وخارجه. وبعد تسلل القوة إلى المنزل تم تفجير العبوة في 3 أفراد بشكل مباشر.
وبعد انفجار المنزل فرّت قوة من 10 أفراد مبتعدة عن المنزل حيث تم تفجير العبوة الثانية في 7 منهم.
ونشرت القسام صورة 3 قتلى وتركت صورة رابعة فارغة مع وضع علامة استفهام عليها، وقالت إن الاحتلال يخفي خسائره الحقيقية، وإنها لم تفصح عن بقية تفاصيل العملية بسبب الظرف الأمني، مضيفة: "للحديث بقية".
وفي السياق، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية تفاصيل جديدة حول مقتل ثلاثة جنود من قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في حدث أمني صعب بشمال قطاع غزّة.
وقالت الصحيفة العبرية، إن ثلاثة جنود من لواء "كفير" قُتلوا، فيما أُصيب جنديٌّ آخر؛ جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت داخل عبوة ناسفة في بيت حانون شمال قطاع غزة".
وفي التفاصيل، أوضحت أن الجنود هاجموا الأحياء الغربية في بيت حانون أمس، واتضح من التحقيق الأولي أن قوة سرية من لواء كفير شنت صباح اليوم هجومًا على أحد المجمعات التي أراد "الجيش الإسرائيلي" تفتيشها".
وفي نهاية المعركة، بدأت القوة في العودة إلى المنطقة الدفاعية، على بعد بضع مئات من الأمتار سيرًا على الأقدام. وخلال الحركة، دخلت القوة مكان المتفجرات.
ومن جهتها، أعلنت إذاعة الاحتلال، أن القوة وقعت في كمين حيث تم تفجير عبوة ناسفة بجانبها في بيت حانون، ما أدى إلى مقتل ضابط شوجنديين بالإضافة إلى إصابة جندي بجروح متوسطة.
وأشارت الإذاعة، إلى أنه بعد تفجير العبوة الأولى في القوة "الإسرائيلية"، وصلت قوة "إسرائيلية" ثانية فانفجرت بجانبها عبوة أخرى.
ووفقًا لـ"معاريف"، فإن يحقّق فيما إذا كان أحد المراقبين قد لاحظ القوة وقام بتفجير إحدى المتفجرات باستخدام جهاز تحكم عن بعد.
وأوضحت أن "الاحتمال الآخر الذي يجري فحصه هو أن أحد المقاتلين دهس سلكًا، متعثرًا يآلية تنشيط سلبية لتفجير الألغام والعبوات الناسفة، ما أدى إلى تفجير العبوة".
وبين أنه "نتيجة للانفجار أصيب أربعة من مقاتلي القوة. واضطرت الفرق الطبية التابعة للاحتلال، التي وصلت على الفور إلى الجرحى بالقوة، إلى إعلان مقتل ثلاثة من المقاتلين".
ولفتت "معاريف" إلى أن جيش الاحتلال يحقق في سبب عدم استخدام جرافة أو عربة مدرعة ثقيلة على الطريق لاستبعاد وجود عبوات ناسفة ضد القوات.
وقال وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتسفي عقب الحادثة: "أمسية صعبة مع سقوط ثلاثة مقاتلين من لواء كفير، النقيب إيلي إتدجي، الرقيب نتانئيل بيساخ، والرقيب هيلل دينار، أبطالنا الذين ضحوا بأرواحهم للدفاع عن الوطن، وسقطوا في المعارك في شمال قطاع غزة".
وذكرت قناة كان العبرية، أن 38 ضابطًا وجنديًا "إسرائيليًا" قتلوا في شمال قطاع غزة منذ بداية العملية العسكرية الأخيرة في أكتوبر الماضي.
وأكدت القناة العبرية، أن 821 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا قتلوا منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم.