في عالم كرة القدم، حيث الزمن هو العدو الأول للاعبين، يواصل لوكا مودريتش تحدي قوانين الطبيعة، متجاوزاً كل التوقعات، بعمر يقترب من الأربعين – إذ سيبلغ الأربعين في أيلول/سبتمبر - لا يزال النجم الكرواتي يقدم عروضاً استثنائية وكأنه في العشرين من عمره، دون أن يبدي أي نية للتوقف.
التألق المستمر رغم العمر
رغم أنه لم يعد لاعباً أساسياً في كل المباريات، إلا أن مودريتش يثبت في كل مرة أنه لا يزال قطعة لا غنى عنها في كتيبة ريال مدريد، وهذا الموسم، وعلى الرغم من مشاركته في 17 مباراة فقط كأساسي من أصل 42، فقد نجح في تسجيل أربعة أهداف وصناعة ستة أخرى، مقدماً أداءً مذهلاً، كما فعل أمام جيرونا عندما أبدع وسجل هدفاً رائعاً.
أرقامه تتحدث عن نفسها: 1810 دقيقة لعب هذا الموسم، بمعدل مساهمة مباشرة في عشرة أهداف، إنه ليس مجرد رقم في قائمة الفريق، بل هو أسطورة مستمرة، لاعب يمنح الإلهام لزملائه، ويُعيد تعريف مفهوم العطاء داخل المستطيل الأخضر.
سيمفونية أمام جيرونا بالأرقام
في مباراته الأخيرة أمام جيرونا، قدم مودريتش أداءً استثنائياً، فكان أكثر من صنع الفرص (6)، وأكثر من مرر الكرة (103 تمريرات)، وأكثر من أرسل كرات في الثلث الأخير (44 تمريرة)، إلى جانب نسبة تمريرات ناجحة بلغت 93%، ببساطة، كانت مباراة أشبه بحفل موسيقي قاده مايسترو لا يعترف بعامل الزمن.
التحدي القادم: كأس العالم 2026
مستقبل مودريتش لا يزال قيد النقاش، لكنه لا يخفي رغبته في الاستمرار مع ريال مدريد لموسم آخر، ليبقى حتى كأس العالم 2026، حيث يحلم بأن يكون جزءاً من البطولة العالمية للمرة الأخيرة، وإذا استمر مع الفريق الملكي حتى ذلك الحين، فقد يصبح أول لاعب في تاريخ النادي يلعب وهو في الأربعين من عمره، وربما يكسر رقم دوناتو كأكبر هداف في تاريخ الدوري الإسباني.
ما يقدمه مودريتش اليوم ليس مجرد كرة قدم، بل فن خالص، سحر يجعل الجماهير تقف احتراماً وإعجاباً، فالعمر بالنسبة له مجرد رقم، والإبداع لا يخضع للزمن، مودريتش لا يزال مودريتش... عبقري لا يعرف التوقف.