تظاهر نشطاء إسرائيليون، الجمعة، للمطالبة بإطلاق سراح الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية، الذي اعتقله جيش بلادهم من قطاع غزة قبل أسبوعين، ويواصل إخفاءه قسريا.
وجرت المظاهرة أمام معتقل "سدي تيمان" سيئ السمعة جنوبي البلاد، بتنظيم من حراك "نقف معا"، الذي يضم ناشطين إسرائيليين داعمين للسلام والمساواة والعدالة الاجتماعية، حسب مراسل الأناضول.
وفي 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة حيث أضرم النار فيه ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم مدير المستشفى أبو صفية.
وفي البداية، نفى الجيش الإسرائيلي اعتقال أبو صفية، لكنه عاد وأقر بذلك لاحقًا، مع استمرار حجب أي معلومات عن مكان احتجازه، ما يجعله في حالة إخفاء قسري.
لكن منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية تعتقد أن السلطات الإسرائيلية تحتجز أبو صفية في معتقل "سدي تيمان".
ويقع معتقل "سدي تيمان" داخل قاعدة عسكرية في صحراء النقب، وأنشأه الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد شن حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونقل إليه العديد ممن اعتقلهم في القطاع، بينهم أطفال وشباب وكبار في السن.
وتقول تقارير حقوقية وإعلامية إن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في هذا المعتقل انتهاكات فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم فيه مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
ورفع المتظاهرون أمام هذه المعتقل الجمعة، صورا لأبو صفية ولافتات كُتب عليها شعارات مثل: "توقفوا عن إخفاء الناس"، "أطلقوا سراح الدكتور أبو صفية"، "أين الدكتور أبو صفية؟"، "غزة بحاجة إلى أطباء"، و"أين إنسانية إسرائيل؟"
وفي منشور عبر منصة "إكس"، قال حراك "نقف معا": "أطلقوا سراح الدكتور حسام أبو صفية. هذا ما نطالب به الآن في وقفة احتجاجية أمام معسكر الاعتقال والتعذيب في سدي تيمان".
وأضاف الحراك: "لا يمكننا القبول بتدمير المستشفيات في غزة، ولا يمكننا القبول باعتقال الدكتور حسام أبو صفية أو قتل الأطباء".
وتابع: "الدكتور أبو صفية هو مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، وهو آخر مستشفى كان ما يزال يعمل في المنطقة، واعتقاله لن يجلب الأمن لأحد".
وفي خضم المجازر الإسرائيلية المتواصلة في شمال غزة، سطع اسم الطبيب أبو صفية، بوصفه رمزا للإنسانية والصمود في مواجهة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها القطاع منذ نحو 16 شهرا.
والاثنين الماضي، قالت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" بإسرائيل (غير حكومية) عبر منصة "إكس"، إن "الجيش الإسرائيلي يرفض السماح لأبو صفية بلقاء محاميه لتقييم حالته وظروف اعتقاله".
وأضافت المنظمة: "كما يواصل الجيش الإسرائيلي حجب المعلومات حول مكان اعتقال أبو صفية، رغم تراجعه عن ادعائه السابق بأنه غير محتجز في إسرائيل".
أيضا، عبر خبراء أمميون في وقت سابق عن قلقهم البالغ بشأن مصير أبو صفية، وحثوا إسرائيل على الإفراج الفوري عنه، وعن جميع العاملين الآخرين في مجال الرعاية الصحية بغزة المعتقلين تعسفيا.
وأكد الخبراء الأمميون أن الاعتداءات على المرافق الصحية في القطاع جزء من الإبادة الجماعية، وأنه يتعين على القادة الإسرائيليين أن يتحملوا المسؤولية عنها.