رسم حزب الله بالأرقام والإحصائيات صورة حديثة لتطورات التوغل البري الإسرائيلي في الجنوب اللبناني منذ بدايته في أكتوبر الجاري، مشيراً إلى نجاحه في إيقاع خسائر كبيرة بقوات الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من القصف الجوي المكثف.
وفقًا لتصريحات الحزب، تمكنت قواته من التصدي للتوغل الإسرائيلي على خمسة محاور على الحدود، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من احتلال أي قرية من قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان.
وقد أعلن الحزب عن مقتل 70 جنديًا إسرائيليًا وإصابة أكثر من 600، بالإضافة إلى تدمير 28 دبابة من نوع "ميركافا" وأربع جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، فضلاً عن إسقاط أربع مسيّرات.
من جانبه، علق الخبير العسكري إلياس حنا، العميد المتقاعد من الجيش اللبناني، قائلاً إن حزب الله يستعد لهذه الحرب منذ 18 عامًا، مشيرًا إلى التنسيق الدقيق بين إطلاق الصواريخ والمسيّرات، مما يدل على وجود منظومة قيادة وسيطرة محكمة.
وأوضح حنا أن هناك خمس فرق عسكرية إسرائيلية تقاتل على طول الخط الأزرق، وهو الخط الذي رسمته الأمم المتحدة للفصل بين الجانبين بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.
وأشار حنا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في السيطرة على الأراضي اللبنانية والبقاء فيها، لافتًا إلى أن الجيش يفتقر إلى البنية التحتية الأمنية والعسكرية اللازمة لتحقيق ذلك.
وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى فرض واقع سياسي جديد، كما تريد واشنطن، عبر الضغط العسكري في جنوب لبنان، بما في ذلك استهداف مدينة صور كجزء من "الردع العقابي والتدميري".
وأكد أن إسرائيل تسعى لتحقيق هذا الضغط بالتزامن مع جهود دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن ومبعوثها الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين.
وفي سياق متصل، كشف موقع "والا" الإسرائيلي عن وثيقة مبادئ قدمتها إسرائيل للولايات المتحدة لإنهاء الحرب في لبنان، تتضمن السماح للنازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم، ومنح الجيش الإسرائيلي حرية التأكد من أن حزب الله لا يعيد تسليح نفسه، فضلاً عن منح سلاح الجو الإسرائيلي حرية العمل في المجال الجوي اللبناني.
أما بشأن استهداف حزب الله المستمر لقاعدة غليلوت، أشار حنا إلى أن هذه القاعدة تضم الوحدة الاستخباراتية 8200 المسؤولة عن الإنذار المبكر، وهو ما يفسر الاستهداف المتكرر لها من قبل الحزب.