على الساحة الكروية المصرية، ثمة أسماء لمعت في يوم من الأيام وسطّرت تاريخاً يستحق الإشادة، لكنها أهدرت فرصتها الذهبية بسبب قرارات غير موفقة وانعدام الالتزام، ما حوّل مسيرتها من مجد إلى انحدار بعدما كانت على أعتاب النجومية العالمية، لكنها لم تُحقق ما كان متوقعاً منها.
على رأس القائمة يقف عصام الحضري، الحارس الذي لمع نجمه مع النادي الأهلي خلال الحقبة الذهبية تحت قيادة المدرب البرتغالي مانويل جوزيه، والذي كان عنصراً فاعلاً في أبرز إنجازات الكرة المصرية مع الأهلي ومنتخب مصر.
ورغم ذلك، اتخذ الحضري قراراً غير متوقع بالانتقال إلى نادي سيون السويسري من دون موافقة الأهلي، في خطوة وصفها كثيرون بأنها غير مدروسة، والتي لم تدم طويلاً وانتهت بالفشل، ليعود بعدها إلى الدوري المصري متنقلاً بين الأندية من دون أن يترك أثراً يُذكر حتى لحظة اعتزاله، واعترف لاحقاً بندمه على تلك الخطوة.
وفي خط الدفاع، يبرز إبراهيم سعيد واحداً من أبرز المواهب الكروية التي أنجبتها مصر في بداية الألفية الجديدة، وبفضل إمكاناته المميزة، أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة الأهلي ومنتخب مصر خلال شبابه.
ومع ذلك، واجه صعوبات كبرى خارج الملعب نتيجة قلة الانضباط، مما أثّر سلباً على مسيرته؛ حتى أنّ انتقاله إلى إيفرتون في الدوري الإنكليزي لم يسعفه لإبراز قدراته بسبب المشاكل نفسها، ليعود بعدها إلى مصر عبر نادي الزمالك وبعض التجارب الاحترافية الأخرى التي لم تُعد إليه بريقه السابق.
وفي الهجوم، يمكن ذكر عمرو زكي، المهاجم الذي لفت الأنظار في بداية مشواره مع ويغان أتلتيك بالدوري الإنكليزي، عندما سجل 9 أهداف في أوّل 13 مباراة فقط، وهذا الأداء جعله حديث الصحافة العالمية ومحل اهتمام الأندية الكبرى.
لكن حلمه لم يكتمل بسبب مشكلات متكرّرة تتعلق بالالتزام، مثل تأخره المستمر عن التدريبات واعتماده أسلوب حياة غير منضبط، حتى وصفه مدربه آنذاك بأنه الأقل التزاماً بين اللاعبين المحترفين الذين تعامل معهم، ليعود بعدها إلى الدوري المصري من دون أن يحقق إنجازات تُذكر.
أما بين أصحاب المهارات الفردية الفريدة، فنجد محمود عبد الرازق "شيكابالا"، أحد أبرز المواهب التي أنجبتها الكرة المصرية، بقدمه اليسرى الساحرة التي خلّدت اسمه كلاعب استثنائي.
ومع ذلك، كانت رحلته الأوروبية مع سبورتينغ لشبونة مخيبة للآمال، فبدلاً من استغلال الفرصة للارتقاء بمسيرته الكروية عالمياً، انجرف نحو حياة السهر والاحتفالات، ليجد نفسه يعود سريعاً إلى الدوري المصري مستمراً في إهدار إمكاناته وسط المشاحنات والمشادات المتكرّرة مع جمهور الأهلي من دون تحقيق الطموحات الكبيرة التي حملها عشاقه.
قصص هؤلاء اللاعبين ليست مجرّد حكايات فردية، بل دروس تتكرّر مراراً في عالم كرة القدم، وتؤكد أنّ الموهبة قد تفتح أبواب النجاح، لكنها وحدها ليست كافية لتحقيق الاستمرارية والإنجازات؛ فالالتزام والعمل الجاد هما الركيزتان الأساسيتان لأي مسيرة رياضية طويلة ومشرقة.