شهدت القرى التراثية في محافظة عجلون، حركة سياحية نشطة وتوافداً ملحوظاً للزوار من مختلف مناطق المملكة من أجل الاطلاع على المعالم التراثية الفريدة والمباني القديمة المنتشرة في هذه القرى، وسط طبيعة خلابة وتاريخ عريق يعكس أصالة المكان.

وطالب عدد من المهتمين بالشأن السياحي والتنموي الجهات المعنية العمل على إعادة تأهيل هذه القرى وإعطائها الاهتمام اللازم لإبراز قيمتها الحضارية والتراثية.

وأكد الناشط السياحي محمد الصمادي، أهمية إعادة تأهيل قرية دير الصمادية الجنوبية وتحويلها إلى وجهة سياحية متكاملة، مبينا أن البيوت التراثية والتاريخية في المنطقة تشكّل شاهداً حياً على تاريخ هذه المنطقة، فهي ما تزال تحتفظ بطابعها المعماري المحلي الأصيل دون تغيير، ما يمنحها ميزة فريدة للاستثمار السياحي.

وقال الباحث في التراث محمود الشريدة، إن قرى مثل دير الصمادية والوهادنة والسفينة، تحكي تاريخاً مؤثراً في حياة الأجيال، وتعدّ ذاكرة حية تروي تفاصيل الماضي بكل ما فيه من قيم وعادات.

وأضاف أن المباني القديمة بطرازها المعماري المتنوعة والمبنية من الحجر والطين، كانت تؤدي وظائف متعددة وتلبي احتياجات الأسرة والبيئة، ما يجعلها جديرة بإعادة الترميم والتوظيف التنموي والسياحي.

وأشار المهندس عمر القضاه إلى أن إعادة إحياء القرى التراثية في عجلون يمكن أن يشكل حافزاً قوياً لجذب المستثمرين، خصوصاً في ظل التوجه الحكومي نحو تنمية المجتمعات الريفية من خلال مشاريع سياحية توفر فرص عمل وتنهض بالاقتصاد المحلي.

وأكد مدير سياحة محافظة عجلون فراس الخطاطبة، أن هناك اهتماماً متزايداً من قبل الجهات الرسمية والمجتمع المحلي لتأهيل قرية دير الصمادية الجنوبية، مشيراً إلى زيارة ميدانية قام بها طلاب من جامعة الحسين التقنية بهدف توثيق البيوت التراثية ودراسة واقعها الحالي.

وأضاف أن البيوت التراثية، تسهم في توفير تجربة إقامة ريفية تقليدية إلى جانب إبراز أساليب الحياة الريفية القديمة مثل الزراعة اليدوية والطهي الشعبي والحرف التقليدية وذلك من خلال التفاعل المباشر بين السياح والمجتمع المحلي.

وأوضح رئيس بلدية الشفا زهر الدين العرود، أن البلدية أنهت فتح وتعبيد الطريق المؤدي إلى قرية دير الصمادية بطول 500 متر، مبيناً أن البلدية تدعم إعادة التأهيل للمواقع التراثية والسياحية، والنهوض بمكانتها.