قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، خيمة الصحفيين الفلسطينيين قرب مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، ارتقى خلالها الصحفي حلمي الفقعاوي، وأُصيب آخرون، من بينهم الصحفي حسن إصليح، الذي كان في مرمى حملة إعلامية شنتها أبواق من حركة فتح والسلطة.
أبواق الفتنة التي سماها نشطاء "شبكة أفيخاي"، حرضت خلال الأيام الأخيرة لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بعد أن شنت حملات تشويه وكذب بحقهم، ومن بينهم الصحفي حسام شُبّات، الذي اغتالته قوات الاحتلال بعد أيام قليلة من حملة الاغتيال المعنوي، والليلة حسن إصليح، بعدما كان عرضة لحملة تحريض كبيرة من أبواق فتحاوية.
وعلى هذا الحال، يعيش الصحفيون الفلسطينيون أيامًا يتعرضون خلالها لحملات تشويه وتحريض كبيرة من قبل أبواق من حركة فتح، وبعدها بأيام، يتفاجأ الصحفي الفلسطيني بصاروخ من طائرات الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد يؤكد التنسيق الأمني والإعلامي بين الاحتلال والسلطة في رام الله، وحركة فتح التي تسعى لإفشال أي صوت مقاوم من غزة.
والأكثر غرابة أن هذه الأبواق تهاجم بشكل واضح وممنهج المقاومة، وكل من يتحدث في سرب المقاومة، بينما يُترك الاحتلال المجرم دون أي إدانة، بل يقوم بعضهم بتبرير جرائمه، بقصد أو بدون قصد.
وبحسب مراقبين، فإن مظاهر التنسيق الأمني المشترك بين الاحتلال والسلطة، لاستغلال الضغط العسكري والإنساني الذي يمارسه الاحتلال على غزة، أصبحت أكثر وضوحًا.
ووفقًا للمراقبين، فإن السلطة وإعلامها يحاولان تبرئة الاحتلال، متناسيين عمدًا أنه المسؤول عن جريمة الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها المواطنون في قطاع غزة منذ بدء العدوان، مؤكدين أن وعي شعبنا سيفشل هذه المخططات الرامية إلى ضرب النسيج الاجتماعي.
الصحفي الفلسطيني محمد السكني كتب على صفحته في موقع "فيسبوك"، قائلًا: "بعد التحريض على الصحفي حسن إصليح من قبل قادة الحراك الأخير، وهم خارج قطاع غزة، عبر صفحاتهم، العدو قبل قليل أعلن أنه نفذ عملية اغتيال حسن إصليح في خيمة الصحفيين ليلة أمس".
وأضاف: "ومن قبله، حرضوا على حسام شُبّات، وبعد اغتياله شتموه عبر صفحاتهم، وكذلك حرضوا على مستشفى ناصر ومستشفى شهداء الأقصى عدة مرات، وعلى عدة صحفيين، من ضمنهم أنس الشريف"، مؤكدًا: "هؤلاء عملاء، وقلتها مرارًا وتكرارًا".
كما قال الصحفي مصطفى البنا، عبر صفحته بمنصة (X): "إن حملة التحريض والاغتيال المعنوي التي يقودها مشبوهون من أبواق الاحتلال بحق الزميل الصحفي العزيز حسن إصليح، تتوّج اليوم بمحاولة اغتياله، وقتل صحفي ومدني، وإصابة عدد من الصحفيين، أحدهم بحروق شديدة".
وأضاف البنا أن "هذه الحملات أصبحت لا توارب ولا تخجل في التصريح بخدمتها للاحتلال، وانتقاء الأهداف لصواريخه".
وتعليقًا على حملة التحريض التي شنها نشطاء من حركة فتح على الصحفي حسن إصليح، كتب الناشط أيمن الحافي عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، قائلًا: "حسن عمره كتب كلمة ضد المشروع الوطني؟ ليش بكرهوه؟ طب بتكره شخص، ليش تحرض ضده؟".
وعلق الصحفي والمترجم أحمد المقادمة على خبر محاولة اغتيال الصحفي حسن إصليح، قائلًا: "سنة ونصف لم يتم فيها اغتيال حسن إصليح، ولكن نُفّذت الليلة الماضية محاولة لاغتياله بعد 11 يومًا فقط من حملة فتحاوية دعت فيها الجيش الإسرائيلي إلى اغتياله!".
"الأمر ليس صدفة".. هكذا علّق الناشط محمد النجار على خبر محاولة اغتيال الصحفي حسن إصليح بعد أيام من حملة التحريض التي شنتها أبواق إعلامية محسوبة على حركة فتح.
كما كتب الباحث والصحفي محمد أبو طاقية، عبر صفحته بمنصة (X)، قائلًا: "نتيجة القصف الصهيوني لخيمة الصحافة على مدخل مجمع ناصر الطبي، الزميل الصحفي حسن إصليح أُصيب بتهتّك في أصابع اليد، وإصابة في الرأس، وحالته العامة مستقرة. دعوات الأطهار والأحرار مع حسن، عقب حملة شرسة ضده من قبل الاحتلال و#شبكة_أفيخاي الساقطة.. يفضحهم القدر مرة بعد مرة".
الحساب الموسوم بـ"المطارد" كتب قائلًا: "الإعلام الصهيوفتحاوي أطلق حملة تحريض ممنهجة ضد الصحفي حسن إصليح، أعقبها استهداف مباشر من طيران الاحتلال له ولعدد من زملائه الصحفيين".
الصحفي حسن إصليح ليس الأول الذي تعرّض لحملة التحريض الممنهجة من قبل أبواق حركة فتح والسلطة في رام الله، فقد استهدفت قوات الاحتلال العديد من النشطاء الفلسطينيين الذين تعرّضوا لحملات تحريض مماثلة خلال الأيام الماضية.