قال نقيب الصحفيين الأردنيين، راكان السعايدة، إن ساعة واحدة من الحديث مع رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان كانت كفيلة لفهم توجهاته بشأن الإعلام وأهمية تحديثه، لاسيما في سياق التحديث السياسي والاقتصادي.
وأشار السعايدة إلى أن الدكتور حسّان يربط بشكل منطقي بين التحديث في المجالات السياسية والاقتصادية مع ضرورة إدراج تحديث الإعلام كجزء أساسي من عملية التحديث الشاملة.
وأضاف السعايدة أنه اكتشف من خلال حديثه مع رئيس الوزراء أن الأخير يمتلك وعيًا عميقًا بالواقع الإعلامي، ويُوازن بشكل جيد بين أهمية الإعلام التقليدي والضرورة الملحة لتعزيز دور الإعلام الرقمي.
وأكد السعايدة أن ذلك الوعي دفعه لعرض أفكاره بكل موضوعية وشفافية في حضور وزراء الاتصال الحكومي، الدكتور محمد المومني، والتنمية السياسية والبرلمانية، عبدالمنعم العودات، والثقافة، مصطفى الرواشدة.
وفي حديثه عن الواقع الإعلامي في الأردن، أشار السعايدة إلى أن الإعلام في المملكة يواجه تحديات كبيرة تتراوح بين متطلبات الاستمرارية مثل النفقات التشغيلية ورواتب الموظفين، ومتطلبات المهنية الموضوعية والمصداقية لضمان تأثيره كمرجع وطني موثوق.
ولفت إلى أن غالبية المواطنين يتلقون معلوماتهم من منصات إعلامية ومواقع تواصل اجتماعي خارجية، مما يشكل تهديدًا للوعي الوطني، ويتيح للأجندات الخارجية التأثير في الرأي العام الأردني.
وأكد السعايدة أن الدول الحديثة تدير اشتباكاتها الداخلية والخارجية عبر أدواتها الإعلامية، وقد وظفت الإعلام الرقمي بشكل صحيح، موضحًا أن تلك الدول لا تعامل إعلامها كقطاع ربحية بل كأداة قوة ناعمة تسهم في تحقيق مصالحها والترويج لأجنداتها السياسية.
وفيما يتعلق بالإعلام الأردني، أضاف السعايدة أنه لا يزال في مرحلة لا تمكنه من لعب دور رئيسي في الاشتباكات الخارجية، لكن الأمر يتطلب تعزيز الإمكانيات وتطوير حالة الإعلام الداخلي ليكون مصدرًا موثوقًا للمعلومات وللرد على محاولات الإعلام الخارجي في التأثير على الوعي الوطني. وأكد أن التحديث الإعلامي يجب أن يكون أولوية وطنية، ويستلزم توفر حريات إعلامية أوسع، وتمكين الكوادر الإعلامية من تطوير مهاراتها ومواكبة التحديات الرقمية.
وفي ختام حديثه، شدد السعايدة على ضرورة وجود استراتيجية إعلامية وطنية واضحة، مع تخصيص موارد كافية لدعم الإعلام التقليدي والرقمي. وأعرب عن تفاؤله بقدرة الحكومة على تحديث الإعلام الأردني، مشيرًا إلى أن الفرصة الحالية لا ينبغي تفويتها، ويجب على الجميع الاستثمار فيها لتحقيق نجاح مستدام في هذا القطاع الحيوي.