علاء محمود - في وقت أصبحت فيه الألعاب الإلكترونية جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال، يظل هناك خطر خفي يتسلل إلى عالمهم الافتراضي، وهو الإعلانات غير الأخلاقية التي تتعرض لها أعينهم الصغيرة. هذه الإعلانات، التي قد تبدو للوهلة الأولى كجزء من لعبة ترفيهية، تحمل في طياتها سمًا حقيقيًا يشوه القيم ويؤثر بشكل سلبي على نمو الطفل.
بينما ينغمس الأطفال في عالم من التسلية والخيال، قد يظهر إعلان غير مناسب فجأة على شاشاتهم، محملًا بمحتوى يروج لسلوكيات غير أخلاقية أو مرفوضة اجتماعيًا. تكمن المشكلة في أن هذه الإعلانات لا تقتصر فقط على التأثير اللحظي، بل تزرع في عقول الأطفال أفكارًا قد تؤدي إلى تغييرات خطيرة في طريقة تفكيرهم وسلوكهم.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه المطورون للحصول على الأرباح من خلال عرض الإعلانات داخل الألعاب، لا يبدو أن هناك رقابة كافية على ما يتم عرضه، ما يجعل الأطفال عرضة لهذا "السم" الرقمي. كل إعلان قد يفتح أمامهم أبواب الفضول غير الصحي، ويشجعهم على البحث عن محتوى مشابه في أماكن أخرى، مما يزيد من المخاطر النفسية والتربوية.
آثار مدمرة على المدى الطويل
الإعلانات السامة لا تقتصر على مجرد تشويه الوعي، بل تؤدي إلى تأثيرات نفسية قد تشمل القلق، التوتر، وفقدان الثقة بالنفس. كما أن الأطفال قد يبدأون في تبني أفكار وسلوكيات لا تتناسب مع أعمارهم، مما يضر بتكوين شخصياتهم بشكل جذري.
ما كان من المفترض أن يكون ملاذًا للترفيه والتعليم، يتحول في هذه الحالة إلى بيئة ملوثة، تزرع الفوضى في عقول الأطفال. ومع تزايد هذه الظاهرة، تصبح الحاجة إلى تدخل عاجل أكثر إلحاحًا، سواء من قبل الشركات المطورة للألعاب، أو الأهل أنفسهم.