قالت الكاتبة والناشطة السياسية فادية البرغوثي، إن معاناة الأسرى القاسية داخل سجون الاحتلال تزداد شدة في شهر رمضان المبارك، مضيفةً أن الاحتلال يتعمد التضييق عليهم من خلال تقليل كميات الطعام وعدم مراعاة أوقات توزيعه، خاصة في هذا الطقس البارد.
وأوضحت البرغوثي، خلال حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن إدارة السجون تتعمد توزيع الطعام قبل ساعات من موعد الأذان، مما يضطر الأسرى إلى تناوله باردًا، مبينةً أن إدارة السجون قامت بمصادرة جميع أواني الطعام، ليحصل الأسير على وجبته القليلة وغير الكافية في صحن بلاستيكي مكشوف غير قابل للتغطية.
وأضافت أن إدارة السجون تمنع المشروبات أيضًا عن الأسرى، فلا يُقدم لهم سوى الماء المخلوط بالكلور، الذي يتميز بطعم مقيت.
وأشارت البرغوثي إلى أن الخضروات، إن قُدّمت، تكون بمقدار نصف حبة للأسير طوال اليوم، مشددةً على أن أوضاع السجون صعبة جدًا.
وتابعت خلال حديثها قائلة: "في هذه الأيام الباردة، وفي ظل نقص الملابس والأغطية، يحتاج جسم الصائم إلى السكر وأطعمة تمدّه بالطاقة، لكن السكر والحلويات من الممنوعات التي لا تقبل إدارة السجون نقاشها، وتعتبرها من الكماليات التي لا يستحقها الأسرى الفلسطينيون، بل إن الملح أيضًا محظور"، لافتةً إلى أن الاحتلال يدرك أثر نقص هذه العناصر على جسم الأسير، لذلك يمعن في حرمانهم منها بشكل دائم.
وأكدت الناشطة البرغوثي أن الاحتلال يمنع الأسرى من رفع الأذان وتلاوة القرآن ومن صلاة الجماعة بصوت مسموع، مشيرةً إلى أنه يمنعهم أيضًا من إقامة أمسيات رمضانية أو حتى تبادل الحديث أثناء وقوفهم على أبواب زنازينهم.
وأضافت البرغوثي أنه رغم كل انتهاكات الاحتلال في السجون، فإن عزيمة الأسرى تبقى قوية، موضحةً أن الأسرى يؤدون العبادات ويلتزمون ببرامج يومية تعينهم على الطاعة والصبر على مرارة الأسر واحتمال الإهانات والتعذيب والتجويع.
وأشارت إلى أنه رغم التضييقات، يحرص الأسرى على الحفاظ على خصوصية الشهر الفضيل، واغتنام أيامه ولياليه في التعبد والطاعات، وشحذ الهمم لمواجهة بطش السجان وظلمه.
وختمت البرغوثي حديثها قائلة: "يكرر الأسرى مقولة إن الله اصطفاهم في هذه المعركة المقدسة، وأن أجرهم لا بد أن يكون عظيمًا بقدر المشقة التي يلاقونها، وبقدر صبرهم واحتسابهم هذه الأيام في سبيل الله وفي سبيل نصرة قضية مقدسة".