عهد جديد بدأ في الرياضة السورية مع سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة فصائل المعارضة المسلّحة على العاصمة دمشق، في محاولة لإنعاش القطاع، الذي عاش لحظات مأسوية وشهد مشاكل عدة بين اتحادات ولاعبين.
وإذا حصل التغيير السياسي والأمني بتوقيت قياسي، لم يتغير المشهد كثيراً في الرياضة السورية، وكأن الجميع كان ينتظر هذا اليوم ليبدأ رحلة جديدة بشعار "الحرية"، فغيّرت مجموعة كبيرة من حسابات اتحادات وأندية ولاعبين، صورة العلم السوري، ليصبح باللون الأخضر.
وبالفعل، ما هي إلّا ساعات حتى أطلقت وجوه التغيير في أحد أهم القطاعات بالنسبة إلى الشعب السوري، وتحديداً كرة القدم.
وبدّل حساب الصفحة الرسمية للاتحاد السوري لكرة القدم، والذي يضمّ 314 ألف متابع، شعاره إلى تصميم جديد يحمل علم الثورة السورية بلونه الأخضر المختلف عن العلم الأحمر.
كما بدّلت بعض الصفحات التي تهتم بشؤون كرة القدم السورية شعارها، ونشرت صورة لبعض اللاعبين باللباس الجديد، وكتبت عليها: "لباس منتخبنا الجديد. أول تغيير تاريخي سيحصل بتاريخ الرياضة السورية بعيداً من الواسطات والمحسوبيات والفساد".
وخرج معظم اللاعبين الدوليين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن آرائهم بعد سقوط الأسد.
وكتب النجم عمر السومة: "ألف مبروك لسوريا وألف مبروك لكل السوريين ومبروك لهذا الشعب الصمود، والله يرحم شهدائنا ويسكنهم فسيح جنانه..... وان شاء الله تكون بداية لمرحلة جديدة من الوحدة والإعمار والازدهار، وبتبقى دائماً سورية_حرة 2024/12/8".
وكتب نجم منتخب سوريا محمود المواس عبر حسابه في "إنستغرام": "في 2012 اتهمتمونا أنا ولاعبين آخرين بالتحريض في الثورة، وأخذتمونا وحققتم معنا، وقلتم إننا تحدثنا مع الساروت (تقبله الله من الشهداء يا رب). حتى هذه اللحظة لا أنسى كيف عشنا الرعب حين كنت بعمر الـ19، زرعتم في قلوبنا الخوف، وأنّه إذا لم نمثّل المنتخب سيُسجن أهلنا، لأن جميعهم كانوا في البلد، وأنكم ستظهروننا بثوب الخائنين، وتعتقلوننا، الحمد لله الآن بات بإمكاننا قول الحقيقة، والجميع لم يكن قادراً، لأنه كان هناك من حكمنا. الآن صار بإمكاننا قول الحقيقة على المكشوف، الحمد لله والشكر. أهلنا في حماة ربونا أنّ لهم ثأراً منذ عام 1982، والأجيال كبرت وشيء واحد برأسها، أنّ هناك طاغية قتل عمي وخالي وعمك وخالك. الحمد لله، مبروك النصر لكلّ سوري في هذه الدنيا":
وغيّر النجم عمر خريبين صورة حسابه على "إنستغرام".
ونشر أفضل لاعب سوري سابقاً جهاد الحسين، الذي كان أول من ترك المنتخب في 2011 أكثر من صورة عبر حساباته، وكتب: "أضيئوا مصابيح الأمل... فالنصر قادم قادم. حبيبتي حمص. تزيني .. تجملي .. تجهزي. ابتسمي فعرسك اليوم أو غداً".
من جهة ثانية، كانت للأندية حصة في التغييرات، حيث نشرت بياناً مشتركاً، جاء فيه: "سفراء الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً ونيابة عن جميع زملائهم. أبناء محافظة اللاذقية لاعبي حطين وتشرين يدعون جماهير الرياضة في محافظتنا الغالية إلى الوقوف جنباً إلى جنب مع جميع كوادر ومحبي الناديين للعمل سوياً لكل ما فيه خير لبلدنا الغالي الذي يستحق منا جميعاً العمل لرفع مستوى الحياة الرياضية والاجتماعية والأسرية فيه، ونكون بجميع أطياف الشعب قلباً واحداً".
ولم يحصل أي تغيير على صفحة اللجنة الأولمبية السورية، ولا حتى على صفحة الاتحاد العربي السوري لكرة السلة حتى الآن.