قالت الناشطة السياسية سمر حمد إن العدوان الإسرائيلي المستمر على مدن شمال الضفة الغربية، خاصة في جنين ونابلس وطولكرم، يأتي ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى تحطيم بنية المقاومة، وفرض السيطرة الأمنية المطلقة، وتمرير مشاريع الضم والاستيطان، إضافة إلى محاولة خلق شروخ داخل المجتمع الفلسطيني.
وأضافت حمد، أن الاحتلال يسعى للقضاء على المجموعات المسلحة التي فرضت نفسها في الميدان، كما يحاول إعادة الضفة الغربية إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة الثانية، حيث لم يكن هناك أي وجود فعلي للمقاومة على الأرض، مما يسهل تمرير مخططاته الاستيطانية.
ورغم شراسة العدوان، شددت حمد على أن الاحتلال يواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهدافه، إذ أظهرت المقاومة تطورًا تكتيكيًا عبر الكمائن والهجمات المباغتة، إلى جانب اتساع دائرة الاشتباك لتشمل مدنًا أخرى داخل الضفة وحتى الداخل الفلسطيني المحتل. كما أن الحاضنة الشعبية للمقاومة لا تزال قوية، مما يزيد من صعوبة مهمة الاحتلال في كسر إرادة الفلسطينيين.
وأوضحت حمد أن مواجهة هذا التصعيد تتطلب تعزيز الوحدة الميدانية بين الفصائل الفلسطينية، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، واحتضان المقاومة شعبيًا ورسميًا. كما دعت إلى تصعيد المواجهة الشعبية في مختلف مناطق الضفة والقدس، والعمل على تدويل القضية لكشف جرائم الاحتلال وفرض عزله دبلوماسيًا.
واختتمت تصريحها بالتأكيد على أن الاحتلال، رغم تفوقه العسكري، لن يتمكن من كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي صمد لأكثر من سبعين عامًا، مشددة على أن استمرار المقاومة الشعبية والمسلحة هو السبيل لإفشال مخططات الاحتلال وتحقيق التحرر الوطني.
ويشنّ الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، تركزت بشكل أساسي على مدن جنين ونابلس وطولكرم، تحت ذريعة ملاحقة مقاومين ومنع تنفيذ عمليات ضد المستوطنين وقوات الاحتلال. وشهدت هذه العملية اجتياحات متكررة للمدن والمخيمات، تخللتها عمليات اغتيال واعتقالات وهدم منازل، بالإضافة إلى فرض حصار مشدد على بعض المناطق.
وتتزامن هذه الهجمات مع تصعيد في بناء المستوطنات، حيث صادقت الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا على مخططات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في خطوة تهدف إلى فرض أمر واقع يُجهض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما أن هذه العملية تأتي في سياق توتر سياسي داخلي في إسرائيل، حيث تحاول حكومة بنيامين نتنياهو، التي تضم شخصيات يمينية متطرفة، تعزيز صورتها الأمنية عبر توجيه ضربات قاسية للفلسطينيين، خاصة في ظل احتجاجات داخلية متواصلة ضد سياساتها.