بول بوغبا... عندما يظهر شعاع النور قبل نهاية النفق المظلم
تلاشت مسيرة الفرنسي تماماً في آب (أغسطس) الماضي 2023، وبعد مباراة في الدوري الإيطالي أمام أودينيزي، خضع بوغبا لاختبار مكافحة المنشطات الذي كشف عن وجود ارتفاع ملحوظ في هرمون التستوستيرون في الدم، وعوقب اللاعب بإيقافه موقتاً حتى أجري تحليل مضاد ثانٍ، والذي أكد فقط العقوبة المفروضة على لاعب خط الوسط، بعدها تصرّف مكتب المدعي العام لمكافحة المنشطات بحزم تام، وأخرج بطل العالم من الملاعب لمدة أربع سنوات.
حاول لاعب جوفنتوس الدفاع عن نفسه طوال الوقت، مدعياً أنه "لم يتناول قط، عن وعي أو عمد، أي مكمل ينتهك قواعد مكافحة المنشطات"، ومع ذلك، فإنّ الأدلة العلمية تفوّقت على حُسن النية المفترض للفرنسي، الذي فقد أي أمل في الشعور وكأنه لاعب كرة قدم، وشعر أنها نهاية مسيرته.
تخفيف العقوبة واقتراب العودة
ومع ذلك، فإنّ قصته كلاعب كرة قدم يمكن أن تأخذ منعطفاً جذرياً في الأشهر المقبلة؛ فقد قرّرت محكمة التحكيم الرياضية يوم الجمعة تخفيض عقوبة اللاعب من أربع سنوات إلى 18 شهراً فقط، وسيكون للفرنسي، الذي لم يلعب أي مباريات منذ نهاية عام 2023، حرية التدريب مع جوفنتوس في كانون الثاني (يناير) المقبل، واستئناف المنافسة في آذار (مارس) 2025، وهي أخبار غير متوقعة على الإطلاق، ستسرع عودة لاعب خط الوسط الموهوب.
مستقبل غامض في جوفنتوس
وأمام بوغبا الآن فترة من الوقت حتى آذار (مارس) المقبل للتحضير لعودته إلى الملاعب، لكن الوضع الحالي في جوفنتوس مختلف تماماً عما كان عليه عندما كان الفرنسي لا يزال في الفريق، لا سيما بعد قدوم المدرب تياغو موتا على مقاعد البدلاء.
وتخلى النادي الواقع في مدينة تورينو عن بعض معاقله، ليبدأ مشروعاً جديداً بلاعبين شباب وبالكثير من الطموح، وبات الأمر بيد اللاعب الفرنسي لإقناع المدرب الإيطالي، الذي سيأخذ بعين الاعتبار بالتأكيد عودة لاعب خط الوسط في آذار (مارس) المقبل.
هل جوفنتوس يحتاج إلى بوغبا؟
لا توجد ضمانات بأن يلعب بوغبا مع جوفنتوس مرّة أخرى، فبعد أن سارع الـ"بيانكونيري" إلى التعاقد مع بوغبا كلاعب حر من مانشستر يونايتد في عام 2022، كان النادي يأمل أن يتمكن من استعادة المستويات التي وصل إليها خلال فترته الأولى في النادي، والتي دفعته إلى صناعة اسمه، ومع ذلك، فإنّ الأداء الضعيف وفشل اختبار المنشطات، أدى إلى تآكل الثقة والإيمان باللاعب من قِبل القادة داخل النادي.
ولا توجد ضمانات أيضاً بأنّ بوغبا سيكون جيداً للعب مع جوفنتوس الذي أحدث ثورة في عالم كرة القدم بقيادة تياغو موتا، فقد أنفق النادي الكثير من الأموال في الصيف الماضي من أجل الحصول على خط وسط جديد، ولن يتطلع إلى التخلي عن دوغلاس لويز أو تيون كوبمينيرز أو خيفرين تورام عند عودة بوغبا.
أخيراً، عندما يعود بوغبا، سيصبح أحد أعلى اللاعبين أجراً في النادي، فقد كان لاعب خط الوسط يكسب "الحد الأدنى للأجور" خلال فترة حظره، لكنه سيبدأ في كسب راتبه البالغ 9 ملايين يورو سنوياً مرّة أخرى بعد انتهاء الحظر. ويعتقد كثيرون في النادي أنّ التخلص من راتب بوغبا الضخم يمثل أولوية.
طموح لا يزال موجوداً
لم ينكر اللاعب أبداً نيته في اللعب لأعلى مستوى مرّة أخرى حيث قال مؤخراً: "ما زلت أشعر بأنني لاعب كرة قدم وأريد القتال ضد هذا الظلم، بوغبا لم ينته بعد، بوغبا هنا وإلى أن تراني أقول أنا لقد انتهيت، لا داعي للقلق، لديّ رغبة لا تصدق في العودة".
واستطرد: "أشعر وكأنني طفل يريد أن يصبح محترفًا".
الأمل هو أنه لا تزال هناك بقايا من لاعب خط الوسط الواعد الذي أذهل العالم منذ عدة مواسم، وأن يتمكن من منح نفسه مع جميع المشجعين رقصة أخيرة مع جوفنتوس.