أكد رئيس هيئة الخدمة والإدارة العامة، فايز النهار، الاثنين، أن الموارد البشرية هي حجر الأساس في عملية التحديث، وعامل النجاح الذي يُعوّل عليه في ترجمة رؤى التحديث داخل المؤسسات الحكومية، مؤكّدًا أن الهيئة تولي أهمية كبرى لتعزيز الشراكة مع كوادر التطوير.
وقال، خلال ورشة تشاورية عقدتها هيئة الخدمة لمديري الموارد البشرية والتطوير المؤسسي حول "استطلاع رضا الموارد البشرية في القطاع العام"، إن الهيئة تتبنّى نهجًا تشاركيًا في تنفيذ أدوارها الرئيسية الثلاثة: رسم السياسات والمعايير، وتقديم الدعم الفني، والرقابة والامتثال، مؤكّدًا أن مبدأ التشاور أصبح أساسًا في إعداد السياسات والأنظمة والتعليمات، وأن الهيئة تسعى لتوفير أدوات دعم فني مرنة ومتخصصة تستجيب لاحتياجات الميدان.
وأوضح أن هيئة الخدمة تعتمد نهجًا تطويريًا وقائيًا يواكب الإجراءات منذ بدايتها، ويسلط الضوء على فرص التحسين قبل اتخاذ القرارات، لتفادي التعقيدات الإجرائية لاحقًا، مشيرًا إلى أن مجال الموارد البشرية استحوذ على الحصة الأكبر من جهود الهيئة، نظرًا لأثره المباشر على نجاح محاور التحديث الأخرى، إذ يشكّل المورد البشري جوهر القيادة، ومصدر تصميم الخدمات والإجراءات، ومصنع الثقافة التنظيمية والقرارات.
ولفت إلى إطلاق الهيئة مشروعًا استراتيجيًا لتشخيص واقع الموارد البشرية في القطاع العام، يستند إلى دراسة علمية لقياس مستوى الرضا وتقييم الاحتياجات، بالشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبرنامج دعم الإدارة والحكم الرشيد، وباحثين من جامعتي نوتنغهام وكلية لندن الجامعية.
وأشاد النهار بهذا التعاون الدولي الذي سيسهم في تطوير السياسات المستقبلية، داعيًا الدوائر الحكومية إلى التعاون في تنفيذ الدراسة، مؤكّدًا أن البيانات ستُستخدم حصريًا لأغراض التحديث والتحسين.
وأعلن عن استضافة الأردن للمؤتمر التاسع لشبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للإدارة العامة (MENAPAR)، الذي سيُعقد تحت عنوان: "التحولات والمرونة وآفاق المستقبل"، من 28 إلى 30 الشهر الحالي.
من جانبه، أكّد مستشار السياسات الأول في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، خوسيه دياز، أن الأردن هو أول دولة في الشرق الأوسط تُطلق دراسة متكاملة لقياس واقع الموارد البشرية ورضا الموظفين في القطاع العام، مشيرًا إلى أن نتائج الدراسة ستُسهم في تعزيز جودة صنع القرار، عبر تزويد صانعي السياسات بمعلومات دقيقة تعكس آراء الموظفين واحتياجاتهم الفعلية.
بدوره، عرض البروفيسور من جامعة نوتنغهام، جان ماير سالينغ، لمراحل تنفيذ استطلاع دراسة رضا الموارد البشرية، ومنهجية جمع البيانات، وتحليل المؤشرات، والمقارنات الدولية التي تعزز موثوقية النتائج وتُسهم في تطوير السياسات على أسس علمية.
وقدّم رئيس قسم الريادة والدراسات الفنية في الهيئة، أمجد نموره، عرضًا تعريفيًا شاملًا حول مهام هيئة الخدمة، وأدوارها المحورية في دعم مؤسسات القطاع العام، ورؤيتها في تعزيز الريادة المؤسسية من خلال بناء سياسات مستندة إلى بيانات واحتياجات فعلية.