أوزمبيك ، ويغوفي ، أرداف الأوزمبيك ، الذقن المزدوجة ، شد الجلد
اشتهر "أوزمبيك" Ozempic كدواء للتنحيف ومكافحة السمنة، لكنه بات يشكّل مصدراً إضافياً غير متوقعٍ للطب التجميلي. ويتداول الجراحون مصطلح "أرداف الأوزمبيك" Ozempic butt في الإشارة إلى تسبّبه بترهل الوركين إلى حدٍّ دفع بكثيرات للجوء إلى عمليات شد جلد لتصحيح ذلك الاختلال في قدودهن. وينطبق وصف مماثل على مواضع أخرى في الجسد تتأثر جمالياً بشكل سلبي بتأثيرت "أوزمبيك".
وبحسب تقرير مطوّل من وكالة "أ ف ب"، يبدو أن سوقاً غير متوقعة قد انفتحت فجأة أمام عمليات الطب التجميلي، كشدّ بشرة الجسم، وحقن الوجه المجوّف بموادّ بيولوجية أو اصطناعية لتملأ فراغاتها أو حقن العضلات حولها بالـ"بوتكس" وغيرها. وترتبط تلك الظواهر بأشكال فقدان الوزن التي يولدها الجيل الجديد من الأدوية المضادة للسمنة المستندة إلى هرمون الجهاز الهضمي "جي إل بي- 1" GLP-1، ومن أشهرها "أوزمبيك".
وفي الحالة الطبيعية، يفرز هرمون "جي إل بي- 1" أثناء مرحلة الإحساس بالشبع، ويحصل ذلك عند إعطائه على هيئة دواء، مما يدفع إلى التوقّف عن الأكل، ويخفّض كميّة الأكل في كلّ وجبة طعام.
عين باريس على الطب التجميلي
ولاحظ تحليلٌ للسوق طُرح خلال مؤتمر "إيمكاس" (IMCAS)، اختصاراً لتسمية (International Master Course on Aging Science)، الذي ينعقد سنوياً في باريس ويهتم بالأمراض الجلدية والجراحات التجميلية، أن الأدوية المستندة إلى هرمون "جي إل بي- 1" باتت تحرك الطلب على الطب التجميلي. وبحسب ذلك التحليل، بات ذلك الطلب ملحوظاً بشكل واضح في ما يتعلق بعلاجات ما بعد فقدان الوزن، كعمليات شد الجلد وتجديد سطح البشرة وحقن الوجه وشد الجسم وغيرها.
ولاحظ مراقبون لذلك القطاع الطبي أن الأدوية الجديدة شكلت ثورة علمية، وفتحت كذلك آفاقاً اقتصادية واعدة، خصوصاً في الولايات المتحدة التي يشتدّ فيها الإقبال على استعمال أدوية الـ"جي إل بي- 1" بسبب انتشار السمنة بين الأميركيين بشكل واسع.
وخلال فترة قصيرة، ارتفعت بسرعة كبيرة شعبية تلك الأدوية التي تشمل أيضاً "ويغوفي" Wegovy من شركة "نوفو نورديسك"، و"زيب باوند" Zepbound، الذي تصنعه شركة "إيلاي ليلي"، بالإضافة إلى "أوزمبيك".
وأثبتت أنها تؤدي إلى فقدان ما يتراوح بين 15% و20% من الوزن خلال 16 إلى 18 شهراً. ولم تتوقف شعبية تلك الأدوية عن التصاعد، على رغم شكاوىً متكرّرة من أعراض جانبية على غرار الغثيان.
ووفق "أ ف ب"، يتوقع أن تقدم أدوية "جي إل بي- 1" سوقاً بقيمة مليارَي دولار لقطاع الطب التجميلي مع حلول العام 2029"، انطلاقاً من 700 مليون دولار في العام 2024.
جمال الجلد في مهب فقدان الوزن
وقد بيَّن ميشال رويف، الأمين العام لـ"الجمعية الفرنسية لجراحي التجميل"، بأن الأطباء يلاحظون أن فقدان الوزن بأثر من أدوية "جي إل بي- 1" يتّسم بطابع غير مألوف. وبحسب كلماته، "يذوب الوجه، على غرار ما يحدث مع التقدّم بالسن".
ونقلت "أ ف ب" عن مرجع طبي آخر أن مَن فقدوا وزناً باستخدام أدوية "جي إل بي- 1"، تبدو وجهوهم حزينة ومتعبة إلى حدّ ما. واستخدمت اختصاصية باكستانية توصيفات لتلك الوجوه تشمل "ذقن مزدوجة" و"مظهر مجوّف للوجه"، و"أرداف الأوزمبيك" بمعنى أنها أوراك مترهلة ومتراخية.
وذكَّر رويف بأن جراحات السمنة على غرار عمليات شفط الدهون تتسبب بتلف كبير للجلد، حتى مع نجاحها بإزالة كيلوغرامات كثيرة من الشحوم الزائدة.
كذلك أشارت اختصاصية فرنسية إلى إمكانية استخدام تقنيات أخرى لتصحيح الجلد، تتضمن محاولة إعادة تماسك أنسجته وتحفيز خلاياه على النمو النشط وملء فراغاته وفجواته بمواد بيولوجية، مثل حمض الـ"هيالورونيك"، ومستخلصات مادة الـ"كولاجين". وتندرج المادتان الأخيرتان ضمن المواد المرنة الطبيعية.
وأضافت الاختصاصية نفسها أنه من المستطاع اللجوء إلى تقنيات طبية أخرى مثل الموجات ما فوق الصوتية Ultrasound، حتى لو كانت مكلفة نسبياً.
وقد نقلت "أ ف ب" عن متخصّصون كُثُر، حضروا المؤتمر الباريسي المشار إليه آنفاً، ضرورة إعطاء أولوية لاتباع نظام غذائي متوازن وصحي، والحرص على تدريب العضلات عبر ممارسة الرياضة وغيرها.