قبل أيام من الانتخابات الأميركية، يؤكد أميركيون يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة أنهم يتمنون فوز المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتظهر استطلاعات للرأي اجريت مؤخرا أن غالبية الإسرائيليين يأملون بعودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ويرى كثيرون أن ترامب أعطى الأولوية لإسرائيل خلال ولايته، فنقل السفارة الأميركية إلى القدس، واعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، وساعد في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية بموجب ما يُعرف باتفاقيات أبراهام.
ويعتقد الكثير من الإسرائيليين أن ترامب سيقدم المزيد من الدعم للدولة العبرية التي تخوض حربا مع حركة "حماس" في غزة، ومع "حزب الله" في لبنان، فضلا عن مواجهة مع إيران.
تقول إيلانا باسنتين (50 عاما) التي قدمت من سان فرانسيسكو عندما كانت طفلة، لوكالة "فرانس برس": "أنا فخورة بأن أقول إنني صوتت للرئيس ترامب".
وترى باسنتين التي عاشت 29 عاما في مستوطنة عيلي في الضفة الغربية المحتلة، أن الرهان أكبر بالنسبة للمستوطنين منه بالنسبة للإسرائيليين عموما.
تعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967، غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وتعمل باسنتين في المجلس الإقليمي للمستوطنة.
وتتذكر كيف ضغطت الإدارات الأميركية المتعاقبة على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني، في مسعى لتحقيق حل الدولتين وإحلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتضيف: "الولايات المتحدة الأميركية، أعظم حليف لنا، نشكركم، ولكن نرجو أن تفهموا أننا نعرف كيف ندير بلادنا".
وتوضح: "لا أعتقد أن الإسرائيليين الذين يعيشون هنا يشكلون عقبة أمام السلام. بل على العكس، أعتقد أن الإسرائيليين الذين يعيشون هنا يبنون المنطقة للجميع".
"الامور تغيرت"
وأظهر استطلاع أجرته القناة 12 الإسرائيلية، أنه من بين الإسرائيليين الذين يصوتون لصالح الائتلاف اليميني الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤيد 93٪ ترامب.
وتقول باسنتين: "الأمور تغيرت منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)"، عندما شنت "حماس" هجومها على جنوب إسرائيل قبل أكثر من عام، ما أشعل فتيل الحرب في غزة.
وتوضح: "أصبحت القصة مختلفة تماما الآن. لم يعد الأمر يتعلق بيهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، بل بات يتعلق بإسرائيل".
وتصر : "لدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا ... وأعتقد أن الرئيس ترامب يحترم ذلك ويفهمه".
ويقول بلوم (45 عاما) وهو جار لها ولد في نيوجيرزي، إنه صوت لصالح ترامب طارحا على نفسه سؤالا: "أي نوع من المستقبل نريد أن يكون لدينا هنا في إسرائيل؟".
ويضيف: "هل نريد مستقبلا يهدد بفرض حظر على إسرائيل في كل مرة ندافع فيها عن أنفسنا؟"
حظر
ويوضح: "لن يقوم ترامب بالضغط على إسرائيل لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار يسمح لـ"حماس" بالبقاء في السلطة في غزة. ولن يدفع إسرائيل لتوقيع اتفاق سلام مع لبنان يسمح لـ"حزب الله" بالبقاء في السلطة".
ولكنه حذر بأنه في حال وصول كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، ستكون إسرائيل تحت "ضغوط" مستمرة.
وأشار: "سنتعرض للضغوط، وسنتعرض للحظر، وستكون هناك أموال إيرانية في جيوبهم. هذا ليس في مصلحة إسرائيل".
وفي مستوطنة شيلو القريبة، حيث يقدر عدد الذين يحملون الجنسية الأميركية بنحو 20% من السكان، يقول يسرائيل ميداد (77 عاما) المولود في نيويورك، إنه يعتقد أن ترامب سيكون جيدا ليس فقط للولايات المتحدة، ولكن أيضا "لأصدقاء أميركا في الخارج، بما في ذلك إسرائيل".
ويوضح: "أعتقد أن السياسات التي يروج لها مرشح جمهوري مثل ترامب هي الأكثر إفادة للإدارة والكونغرس والشعب الأميركي".
ويرى ميداد أن ترامب سيعامل الدولة العبرية "بطريقة أكثر إنصافا، من حيث عدم إنكار حقها في الدفاع عن نفسها... ليس فقط من الناحية المادية ولكن أيضًا على الصعيد الإيديولوجي".
وفي تعليق على حادثة وقعت مؤخرا خلال تجمع انتخابي ديموقراطي إذ لم تتصد هاريس لمحتج قال إن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة، قال مداد: "ليست هذه نوع المرشحة التي أريدها في البيت الأبيض".