يستمر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في استفزازته التي يروّج لها في حسابه عبر منصة اكس، ويسعى من خلال المحتوى الذي يظنّه "طريفاً" إلى الاستشهاد بشخصيات لبنانية عن عبث من أجل بث سمومه تحت عنوان عريض زائف "نحب الشعب اللبناني".
في الآونة الأخيرة، نشرت الفنانة ميريام كلينك، مقطع فيديو ساخراً ظهرت فيه تمثّل بأنها تتصل بـ أدرعي وتطلب منه أن يبلغ الجيش بعدم شن غارات من الخامسة إلى الثامنة مساء إلى حين انتهاء موعدها مع "بتول" لتقليم أظفارها.
وعلى ما يبدو، فإن أدرعي استغلّ هذا التفاعل مع الفيديو ووظّفه وفق وجهة نظره، محاولاً اللعب على وتر "الانقسام السياسي" الدائر في البلد. فقرر الإشادة به، ناشراً صورة لـ كلينك مرفقة بتعليق جاء فيه: "نشرت فنانة لبنانية مقطع فيديو مرحًا تدعوني فيه إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، وذلك أثناء وجودها في صالون التجميل. لم تكن هذه المرة الأولى التي أتلقى فيها مثل هذه الفيديوهات الطريفة، التي تعكس واقعاً يعيشه لبنان؛ واقع دولة مزدوجة وشعب منقسم".
وتابع: "فمن جهة، هناك من يسعى إلى العيش بسلام ورخاء، ومن جهة أخرى، هناك من اختار طريق الإرهاب ودعم الإرهابيين. هناك من يدرك أن نشاطاتنا العسكرية ليست موجّهة ضدّه، وهناك من يصرّ على التمسّك بمحور فكري وشر يتلاشى. الأهم من ذلك، أنّ روح الفكاهة التي يتمتع بها الشعب اللبناني تحمل في طياتها رسالة واضحة: نحن لا نريد الحرب، لسنا جزءاً منها، كل ما نتمناه هو العيش والحياة."
أدرعي وجد في الفيديو محتوى طريفاً، غافلاً أنّ حكومته هي من تمنع الشعب اللبناني من العيش وهي من تقطع عنه الحياة. فالرسالة التي حاولت كلينك إيصالها، رغم محتواها المليء بإثارة الجدل، تحمل في طيّاتها مضموناً واحداً يعبّر عنه اللبناني كلّ على طريقته بأنّه بعيداً عن الخلافات السياسية التي عانى منها بسبب سياسييه، إلا أنّ هناك واقعاً لا يمكن الهرب منه متمثّل بأنّ إسرائيل سلبت من الشعب اللبناني روح الفكاهة بعدما دمّرت البشر والحجر ومحت جزءاً كبيراً من ذاكرته التاريخية والثقافية. فمن عكّر على اللبناني العيش بسلام ورخاء اليوم، سواء كان نازحاً أم لا، هو إسرائيل وحكومة أدرعي.