أطلق نيمار، نجم كرة القدم البرازيلية، حملة واسعة النطاق ضد استخدام العشب الصناعي في الملاعب المحلية، بمشاركة عدد من كبار اللاعبين مثل تياغو سيلفا وفيليب كوتينيو.
وانتشرت الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر اللاعبون بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن استيائهم من انتشار الملاعب ذات العشب الصناعي، معتبرين أنه "من غير المقبول أن تصبح هذه الملاعب خياراً في بلد بحجم وتمثيل البرازيل كروياً".
وأرفق النجوم منشوراتهم بصورة تحمل عبارة: "كرة القدم طبيعية وليست صناعية"، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على المخاطر المحتملة للعشب الصناعي والدعوة للحفاظ على جودة الملاعب الطبيعية.
دعوة لتحسين جودة الملاعب
أكد اللاعبون المشاركون في الحملة أن البرازيل بحاجة إلى توفير بيئة لعب مناسبة للاعبيها، خاصة إذا كانت تسعى لترسيخ مكانتها كقوة كروية عالمية.
وفي الوقت الحالي، تعتمد أندية بارزة مثل بوتافوغو، بالميراس، وأتلتيكو باراناينسي على العشب الصناعي في ملاعبها، وهو ما أثار الجدل بين اللاعبين والمدربين، الذين يعتقدون أن هذه الملاعب تزيد من خطر الإصابات وتؤثر على جودة الأداء.
الأندية ترد وتدافع عن موقفها
جاء الرد سريعاً من الأندية التي تستخدم العشب الصناعي، حيث أكد نادي بالميراس أن أرضيته "معتمدة من فيفا وتخضع لعمليات تفتيش سنوية منذ تركيبها في عام 2020".
من جهته، أصدر نادي ساو باولو بياناً أشار فيه إلى دراسة حديثة نشرتها مجلة "ذا لانسيت ديسكفري ساينس"، تفيد بأن العشب الصناعي لا يزيد من معدل الإصابات مقارنة بالملاعب الطبيعية، بل قد يكون أكثر أماناً في بعض الحالات.
مدربون ولاعبون يعارضون العشب الصناعي
في المقابل، لم يخف العديد من المدربين واللاعبين اعتراضهم على العشب الصناعي، فقد انتقد مدرب المنتخب البرازيلي السابق فرناندو دينيز ومدرب ساو باولو لويس زوبلديا هذه الملاعب، مشيرين إلى أنها "لا تضمن بيئة لعب مثالية للاعبين".
وخلال مؤتمر صحافي عقب مباراة ساو باولو ضد بالميراس، كشف زوبلديا أنه استبعد لوكاس مورا وأوسكار من التشكيلة بسبب مخاوف من تأثير العشب الصناعي على أدائهم وسلامتهم.
وأضاف: "رغم أن فيفا يسمح بذلك، فإن جميع الفرق غير سعيدة باستبدال العشب الطبيعي بالصناعي".
هل ستنجح الثورة ضد العشب الصناعي؟
وسط تصاعد الجدل، أعلن نادي أتليتيكو مينيرو، أحد أعرق الأندية البرازيلية، عن خططه لتركيب العشب الصناعي في ملعبه "أرينا إم آر في"، مما يزيد من حدة النقاش حول مستقبل هذه الملاعب.
ومع تزايد الضغوط من قبل اللاعبين والمدربين، يبقى السؤال: هل ستنجح ثورة نيمار في إحداث تغيير حقيقي، أم أن العشب الصناعي سيظل جزءاً من مستقبل كرة القدم البرازيلية؟