اعتبر موقع "بلومبيرغ" أن استهداف إسرائيل للأصول العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، سيكون أكثر جدوى من ضرب البرنامج النووي الإيراني أو البنية التحتية الحيوية للطاقة، متطرقا في الوقت ذاته إلى أن "دور الحرس الثوري يمتد إلى دعم حزب الله وحماس والحوثيين، والفصائل العراقية المسلحة".
وتحدث الموقع عن "الإحباط الشعبي الإيراني والتوترات حيال أنشطة الحرس الثوري الإيراني، الذي يضاف إلى الإحباط من العقوبات الغربية والتضخم والتراجع الاقتصادي"، مشيراً إلى "انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران إلى النصف تقريبا خلال عقد من الزمن ليصل إلى 4.503 دولار في العام 2023، ما أدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار".
ووفق "بلومبيرغ"، فإن "مهاجمة المواقع النووية أو مواقع الطاقة من شأنه أن يفاقم التوترات، ويؤثر على الشعب الإيراني، ويثير لديهم مشاعر الانتقام، وفي الوقت ذاته سيضع المرشد الأعلى علي خامنئي في موقف صعب ويدفعه في النهاية إلى الرد على الهجوم"، مشدداً بهذا الخصوص على "أهمية أن تتجنب إسرائيل المناطق المدنية في ضربتها المضادة لمنع حشد الإيرانيين خلف خامنئي".
في المقابل، يرى الموقع، أن "استهداف الأصول العسكرية للحرس الثوري الإيراني من خلال ضربة تكتيكية، من شأنه أن يقلل من التهديدات لإسرائيل ويعزز أمنها، ويبعث برسالة قوية إلى طهران".
وتتوعد إسرائيل برد قاس على الهجوم الذي شنته إيران قبل نحو أسبوع، وقالت إنه جاء رداً على اغتيال زعيم "حماس" إسماعيل هنية والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.
إلا أن مباحثات الرد بين تل أبيب وواشنطن لا تزال قائمة، وسط محاولات أميركية لتقييد الرد دون أن تعارضه.
ويوم أمس، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل سترد على هجوم إيران، لكنها لن تفعل ذلك بطريقة تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة معها.
بحسب ما ذكرت هيئة البث العبرية اليوم الجمعة، فإن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) أرجأ التصويت على موعد وأهداف الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، مشيرة إلى أن الكابينت لم يتوصل إلى قرار ملموس بشأن الهجوم على إيران خلال النقاش الذي عقد خلال ساعات مساء الخميس.
وأضافت أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لم يصوت أمس على الخطوط العريضة بشأن الرد على هجوم إيران الصاروخي أو حتى على تفويض اتخاذ القرارات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني أن هناك توجها لعدم التصويت على الرد وتأجيله للتصديق عليه مع قرب تنفيذ العملية.
كما رجحت أن يتأجل سفر وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن مرة أخرى ما دام المجلس الوزاري المصغر لم يتخذ قرارات بشأن موعد الرد.
وقبل أيام، وضع نتنياهو شروطا لزيارة غالانت إلى الولايات المتحدة، وأوضح له أن الرحلة لن تكون ممكنة إلا بعد أن يتحدث هو نفسه مع بايدن، وبعد أن يوافق الكابينت على طبيعة الرد ضد إيران.
وعقب ذلك، أعلن مكتب غالانت أنه بناء على طلب رئيس الوزراء، قام الوزير بتأجيل رحلته الليلة الماضية إلى ما بعد المحادثة السياسية بين رئيس الوزراء والرئيس الأميركي.
وفي السياق أيضا، قال موقع "واينت" الإخباري إن الكابينت ناقش موضوع الضربة، لكنه امتنع عن اتخاذ قرارات.
وأوضح الموقع أن الكابينت ناقش عددا من القضايا لمدة 4 ساعات تقريبا، بما في ذلك الرد الإسرائيلي المخطط له في إيران.