وقع رئيس مجلس الأمن الغذائي وزير الزراعة خالد الحنيفات، وممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة نبيل عساف، الأحد، اتفاقية لتقديم الدعم الفني لمجلس الأمن الغذائي ووزارة الزراعة ودائرة الإحصاءات العامة لإنشاء مرصد الأمن الغذائي والتغذية لمنطقة المشرق العربي.
وتأتي الاتفاقية استجابة لتوجيهات الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، للمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والمناقشات التي جرت بين وزراء دول المشرق العراق والأردن ولبنان وسوريا خلال اجتماعهم في عمان في سبتمبر/أيلول 2022، ولقرار الدورة السابعة والثلاثون لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى والتي عقدت في شهر آذار2024 في عمّان لإنشاء مرصد إقليمي للأمن الغذائي والتغذية لدول منطقة المشرق يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والتغذية في إقليم المشرق العربي (مصر ، الأردن ، العراق ،لبنان ،فلسطين ، والجمهورية العربية السورية) .
وسيقدم هذا المرصد الخدمات التالية خدمات إعداد تقارير دورية عن الأمن الغذائي في المنطقة، مع مراعاة جميع أبعاد الأمن الغذائي استنادا إلى البيانات التي تم جمعها من بلدان المنطقة، فضلاً عن البيانات الإقليمية والعالمية الأخرى ذات الصلة.
ويوفّر المرصد معلومات تحليلية وتقارير اتجاهات حول حالة الأمن الغذائي في البلدان الإقليمية، بناء على الديناميكيات الدولية المتعلقة بأسعار الإنتاج والنقل وتوافر الغذاء وأسعار الغذاء، إضافة إلى رصد مؤشرات الأمن الغذائي الرئيسية وإصدار تقارير الإنذار المبكر والتوصّيات إلى البلدان الإقليمية لمعالجة حالات الطوارئ المحتملة.
ومن خدماته أيضا جمع البيانات حول الاستهلاك والطلب المحلي لتحديد الفجوة الغذائية وجمع البيانات في دول المشرق، إضافة إلى إعداد خطة إقليمية لمنطقة المشرق لرصد الإنجازات والمخرجات وتحديد الدول الإقليمية التي يجب تضمينها.
وبحسب الخطط سيطور المرصد نظام معلومات إقليمي للأمن الغذائي لرصد وتحليل الأمن الغذائي على المستويين العالمي والإقليمي من خلال بناء منصة بيانات تحتوي على جميع البيانات التي توفرها البلدان.
ومن وظائف المرصد التكامل مع منصة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وربط المرصد بلوحة معلومات الأمن الغذائي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة ومركز إدارة الأزمات كنقطة إنطلاق للعمل داخل الأردن، على أن يتم نقله لاحقا إلى الدول المجاورة، كما يمكن ربط المرصد بمركز معلومات الأمن الغذائي الذي يجري إنشاؤه في وزارة الزراعة ضمن مسؤوليات مجلس الأمن الغذائي.
وبحسب بيان وزارة الزراعة، سيتم ربط المرصد بمركز معلومات الأمن الغذائي (FSMIS) الذي يتم إنشاؤه في وزارة الزراعة ودائرة الإحصاءات العامة كجزء من مسؤوليات مجلس الأمن الغذائي، كنقطة إنطلاق للعمل داخل الأردن، ليتم نقله لاحقا إلى دول الجوار
وأشار رئيس مجلس الأمن الغذائي وزير الزراعة، إلى أن المرصد الإقليمي للأمن الغذائي سيمثل لوحة معلومات ديناميكية وتحليلية مصممة خصيصا لتوفّر معلومات تحليلية وتقارير استقرائية وتنبؤات أساسية وتنبيهات حول المؤشرات الرئيسية مثل الأمن الغذائي والتغذية والإنتاج والاستهلاك والتجارة والمخزونات والاحتياطيات والاستدامة والتي تمكّن راسمي السياسات والاستراتيجيات في المنطقة من إعادة رسم السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بمواجهة تحديات الأمن الغذائي استنادا إلى الديناميكيات الدولية المتعلقة بأسعار الإنتاج والنقل وتوافر الغذاء وأسعار المواد الغذائية.
وسيعتمد المرصد الإقليمي للأمن الغذائي على بيانات متنوعة بما في ذلك بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ونماذج اقتصادية قياسية صارمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
كما سيضم لوحة معلومات رئيسية لمنطقة المشرق، وخريطة تجارة الأغذية في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى لوحات معلومات على مستوى البلدان كلٌّ حسب تحدياته واحتياجاته الخاصة مثل لوحة معلومات الأردن، وسيستمر المرصد في عمليات التطوير لتحسين دقة البيانات والنماذج.
عساف، أكد أن توقيع مشروع إنشاء مرصد الأمن الغذائي والتغذية لمنطقة المشرق العربي يعكس التزام المنظمة بدعم الأمن الغذائي الوطني والإقليمي، وتعزيز الشراكة مع وزارة الزراعة.
وأشار إلى أهمية الدور القيادي للأردن في هذه المبادرة، خاصة في ظل توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني والاتفاق الإقليمي اللاحق بين وزراء الزراعة، مؤكدًا أن المرصد الإقليمي سيسهم في اتخاذ قرارات مستنيرة وفي الوقت المناسب، وستقدم الفاو الخبرة الفنية والدعم المالي لضمان نجاحه.
وأوضح أن المشروع يحقق ثلاثة مخرجات رئيسية، تشمل لوحة معلومات للأمن الغذائي، وبرامج تبادل المعرفة وبناء القدرات، وتنفيذ جمع البيانات وتحليلها، حيث ستدعم الفاو كل منها لضمان دقة المعلومات وتوحيد منهجيات العمل.
وأكد عساف أن المشروع سيعزز التعاون الإقليمي والمرونة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، مضيفًا: "نحن واثقون من تحقيق أهداف المشروع من خلال التعاون الوثيق مع وزارة الزراعة والبلدان المشاركة، والتزام الفاو بتقديم الدعم المستمر طوال مدة المشروع".