الصحفي نضال سلامة __ صوت جرش
مصطفى محمد __ لقد مرعام ومئة وخمسة عشر يوما على رحيلك وإي رحيل يا زميل المهنة ويا رفيق الكلمة ويا سيد الخاطرة ويا أسد الضحافة ، افتقدك نعم وعن إي فقدان في عالم الصحافة عالم الذكاء والدهاء ، عالم الفكر المسلوب والقلم البسيط ، عالم فقد كل معالمه وأصبح من به يبحثوت ويتجولون عن من يعطي أكثر .
لقد علمتني ان هذه المهنة تعتمد على الصبر والتفكير المرير ، التفكير الذي قد يصيبك بالشلل النصفي لما تسمعه وما تراه ، وإن الهدوء في كل المواقف هو سيد المناصب ، وإن الضحكة في غير مكانها تفقد قيمتها ، ولكن اليوم أصبح كل شي مختلف ، وكأننا نعيش في مهنة الذئاب مهنة الراعي لمن حوله .
لماذا يخافون من الحق ونحن لا نقول إلا الحق فلكل ذي حق ونحن أهل إلى هذا الحق ومن يسكت ويكمم قلمه ولسانه عن الحق فهو شيطان أخرس وكيف للحق أن يقال إن لم يكن قلم الصحفيين في كل مقال هذه كلماتك التي لن ننساها يا نضال سلامة.
كنت شاهدا على مسيرتك الصحفية والمهنية والإعلامية لأربع سنوات، وكنت أول من يلبي النداء ويزأر في وجه الصعاليك التي تختبئ خلف الشاشات من قوة قلمك وكتاباتك وتراقب ما يجول في خاطرتك، ومثل الأسد في غابة الفساد، علمتنا أن الصحافة لا تبنى بالواسطات والعلاقات العابرة بل تبنى بالصدق والمحبة والاحترام وأن كلمة الحق هي الفيصل في كل حدث وحديث وإن الصحافة هي مهنة الذكاء والدهاء.
وكيف لأخر مكالمة أن أنساها، المشكلة ليست بالمكالمة بل فيما دار بها من حديث وتذكير وتنبيه وعدم الاستعجال في كل الأمور وإن كل شيء سيكون على ما يرام وإن الخوف الذي بداخلي سوف يزول خلال أيام وأن يوم الأحد سيكون شاهد على كلامك، وبعدها بدقائق أفجع بخبر وفاتك ولم تحدد أي أحد من أي أسبوع وشهر وسنة.
علمتنا العطاء دون انتظار وحب الخير للغير دون ثناء وإن أكبر المشاكل تحل مع مرور الوقت والأيام وإن أقفلت الدنيا أبوابها فباب المنان لا يقفل وكنت إنسانيا قبل أن تكون صحفيا ومهنيا وعمليا قبل أن تكون مظهريا، وكنت عفويا بكلماتك نعم كنت أخاك الصغير في مهنة الصحافة كما قلت لي دائما "يا أخي" وعندما أخطأ تأتي وتعدل الخطأ إلى الصواب وكنت تتأنى علي بمهنتيك ولم تشعرني يوما بأن أخطائي ثقيلة عليك بل تبتسم مستضحكا قائلا إن لم تخطأ لن تتعلم ولن تصل إلى مرادك.
نعم يا نضال كنت المسطرة التي أقيس به نفسي في عالم الصحافة وكنت العلم والمعلم بعطائك اللامحدود وكنت القلم المستقيم واليد المستبصرة.
ها أنا افتقدك اليوم وافتقد استشارتك ونصيحتك ، رحمك الله وفي جنات النعيم نجتمع