لا شك في أنّ كريم بنزيما أعاد إيضاح مفهوم "النجم العالمي في دوري عربي"؛ فقد تخطى تأثيره كل التوقعات وأثبت أنه رغم تقدّمه في السنّ ما زال قادراً على تقديم أداء استثنائي
.
يُقال إنّ رائحة الورد تبقى عالقة حتى بعد ذبوله، وهذه المقولة تنطبق تماماً على المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي يلعب مع نادي اتحاد جدة السعودي.
رغم وجود أسماء لامعة في الدوري السعودي حالياً، مثل كريستيانو رونالدو وميتروفيتش، يستمرّ بنزيما في إثبات نفسه واحداً من أفضل المهاجمين في العالم، سواء كان لاعباً في الدوريات الأوروبية أو في دوري عربي.
رأس الحربة في كرة القدم يؤدي دوراً محورياً وأساسياً على أرض الملعب، حيث يتطلب منه التمركز المثالي في منطقة الجزاء، واستثمار حتى أنصاف الفرص للتسجيل. إلى جانب الحفاظ على معدّل تهديفي مرتفع يتجاوز حاجز الـ90%.
ولم يكتفِ "الحكومة" بتأدية هذه الأدوار التقليدية فقط، بل أظهر لمسات استثنائية جعلت منه خسارة فادحة للفرق الأوروبية.
وقد برزت قدراته الاستثنائية جليةً خلال مباراة الهلال في الدور ربع النهائي من بطولة كأس الملك، حيث تألق بتمركزه المثالي داخل الملعب واستغلاله المميز لـ"المنطقة العمياء" للمدافعين لتحقيق الأهداف.
ويتميز بنزيما أيضاً بقدرته العالية على التحكم بالكرة وحسن التصرّف بها، وهو ما يجعله يتفوّق على بقية المهاجمين من جيله.
كل هذه القدرات أتاحت لاتحاد جدة فرصة منافسة الهلال بقوّة، وتمكن الفريق قلب موازين المباراة خلال خمس دقائق فقط، بعدما كان "الزعيم" قريباً من تحقيق الفوز. وجاء ذلك بفضل هدف التعادل الذي سجله بنزيما لصالح الاتحاد، قبل أن تنتهي المباراة بركلات الترجيح التي ابتسمت لـ"العميد" في النهاية.
ولم يتوقف تألق بنزيما على هذه المباراة فحسب، بل استمر في تقديم أداء استثنائي في الدوري السعودي، فأصبح النجم الفرنسي الأكثر مساهمة في تسجيل الأهداف برصيد 13 هدفاً، حيث أحرز 10 أهداف وصنع 3 خلال 10 مباريات فقط. وأضاف إلى رصيده 12 هدفاً مع الاتحاد في مختلف البطولات هذا الموسم خلال 12 مباراة، ليؤكد مكانته كأحد أفضل مهاجمي العالم، حتى وإن لعب في دوري عربي.