سارة ملاعب
وكفنها...
ولفّ حبل المشنقة على براءة لم تدرك معناها بعد
وكفنها...
آخذاً معه أجمل أيام حياتها بائعاً لها المستقبل الضائع والغد الملغوم
...وأطلت بكفنها الأبيض فاختبأت وراء أمّها على أمل أن تحيك لها الجرح الذي ينزف براءةً وطفولة.
لكنها، لم تدرك أنّها استنجدت بأمّها يوماً؛ وكان سكوتها كفيلاً بدفنها داخل هذا الكفن وبدفن ابنتها في ذات المقبرة...
وأطلّت بكفنها الأبيض...
ليمسك بها ولي أمرها ويسلّمها إلى رجلٍ، من أشباه الرجال... رجلٌ يدّعي الرجولة، بعد أن وافق على ذبح طفلة بجعلها امراة... فجعلها زوجة ذا ماضٍ مكتوم، وحاضرٍ مشؤوم، ومستقبلٍ ملغوم...
ودخلت منزله باحثةً عن لعبة تشعرها بالأمان، ولتذكّرها أنّها ما زالت طفلة... لكن، إنّ ما دخلت إليه هو مكان مظلم، خيط عتمته من ظلم شنق فيه البراءة وقتل الألعاب ورمى في حضن الطفلةِ الزوجة، طفلةٌ أخرى لتكون أمّاً عليها... جاهلاً أنّها لم تدرك يوماً معنى الأمومة وأنّها لا زالت تشحذ لحظات أمل من أمّها عندما تغمرها...