استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، برايان هيوز، التي عبّر فيها عن تفهم إدارة الرئيس الأميركي ترامب لجريمة إعدام طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، معتبرة أن هذه التصريحات تعكس "صورة بشعة من صور التضامن اللا أخلاقي مع نازيي العصر".
وقالت الحركة في بيان صحفي، اليوم الإثنين، إن تصريحات هيوز تمثل تواطؤًا فاضحًا مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن حربًا وحشية ضد المدنيين العزّل ومنظومات العمل الإنساني، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
ونفت "حماس" بشكل قاطع اتهامات هيوز للحركة باستخدام سيارات الإسعاف لأغراض عسكرية، ووصفتها بأنها "محض أكاذيب تفتقر إلى أي دليل"، مشيرة إلى أن هذه المزاعم "تسوقها الإدارة الأميركية إلى جانب حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو لتبرير جريمتهم الموثقة بحق طواقم الإنقاذ والمسعفين".
وأكد البيان أن مقطع الفيديو الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أظهر بشاعة الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق طواقم إنسانية، كانت تؤدي واجبها في مناطق القصف، وهي جريمة تضاف إلى مئات الجرائم التي طالت المسعفين، وطواقم الدفاع المدني، وموظفي الأمم المتحدة، والمؤسسات المدنية منذ بدء العدوان.
وطالبت "حماس" الإدارة الأميركية بوقف دعمها لجرائم الاحتلال، واستهدافه الممنهج للعمل الإنساني، مشددة على ضرورة إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف انتهاكاتها للقوانين الدولية، بدلًا من "الاستمرار في منح مجرمي الحرب غطاءً للإفلات من العقاب وارتكاب مزيد من الجرائم ضد الإنسانية".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نشرت مقطع فيديو حصلت عليه من هاتف أحد المسعفين الذين عُثر عليهم في مقبرة جماعية في رفح جنوبي غزة، ما يُفنّد الرواية الإسرائيلية حول المجزرة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الفيديو يُظهر بوضوح سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كان على متنها عناصر الإسعاف والدفاع المدني الـ14، مشيرة إلى أن مصابيح الطوارئ في المركبات كانت مشغلة لحظة استهدافها من قبل القوات الإسرائيلية.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أنها حصلت على الفيديو من دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، وأنها تحققت من موقعه وتوقيته. وأضافت الصحيفة أن صوت المسعف يُسمع في الفيديو وهو يردد الشهادة أثناء إطلاق النار.
وانتشلت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، الأحد الماضي، 14 جثمانًا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح، بينهم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.
وأعرب الهلال الأحمر عن "صدمته الشديدة" إزاء استمرار الاعتداءات على طواقمه، رغم حملهم لشارة الهلال الأحمر المحمية بموجب القوانين الدولية.
كما أعربت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" عن "صدمتها البالغة" لاستهدافهم بعد انقطاع الاتصال بهم في 23 مارس/آذار الماضي.
وقتل الاحتلال الإسرائيلي 27 شخصًا من الهلال الأحمر أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.