ريال مدريد ، مانشستر سيتي ، مانشستر يونايتد ، النصر ، الأهلي
قد تكون نهاية عام 2024 واحدة من أصعب الفترات التي مرّت بها بعض الفرق الكبرى في القارات الثلاث: أوروبا، آسيا، وأفريقيا. فقد عانت هذه الفرق من تراجع حادّ في مستواها في الأشهر الأخيرة منها، أدى إلى دخولها في سلسلة متتالية من النتائج السلبية، من دون أن تتمكّن من استعادة توازنها أو تحسين أدائها قبل حلول العام الجديد.
مع نهاية عام 2024، برزت حالة من التذبذب في أداء بعض الفرق مقارنةً بفترة انطلاقة الموسم، فبعض الأندية لم تتمكّن من الحفاظ على بريقها القويّ، بينما نجحت أخرى في تحقيق تحسّن ملحوظ أخيراً، رغم أنها لا تزال بحاجة إلى تغييرات كبيرة للبقاء في دائرة المنافسة؛ وأخرى خيّبت الآمال منذ ضربة البداية، ولم تقترب حتى من مستوى التطلّعات.
وسط هذا المشهد، يأتي موسم سوق الانتقالات الشتوية كفرصة شبه أخيرة لعدد من هذه الفرق من أجل إجراء تعديلات جوهرية تُعيد لها شيئاً من هيبتها.
مع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل سيكون هذا الميركاتو كافياً لإنقاذ هذه الفرق وإعادتها إلى الطريق الصحيحة؟
الواقع في عالم كرة القدم يؤكد أنّ فترة الانتقالات الشتوية ليست مخصصة لإعادة بناء هيكلية الفرق بالكامل، بل هي غالباً فرصة لتعديل بعض النقاط أو تلبية احتياجات ضرورية نتيجة لظروف طارئة، مثل إصابة لاعب بارز أو ظهور نقاط ضعف خلال الموسم.
ويعود ذلك إلى أنّ أغلب الفرق تتمسّك بنجومها في هذا التوقيت من العام، ممّا يجعل اللاعبين من الفئة الأولى غير متوفّرين في السوق؛ وبالتالي، تكون الخيارات المتاحة مقتصرة على لاعبين غير مرغوب فيهم ضمن أنديتهم، أو أولئك الذين يعاودون النشاط بعد غياب طويل بسبب الإصابات.
لذلك، يمكن للانتقالات الشتوية أن تساعد بعض الفرق على تحسين وضعها، لكنها نادراً ما تشكّل حلّاً.
فعلى سبيل المثال، وبالنظر إلى المشهد الأوروبي، نجد أنّ ريال مدريد، على الرغم من تطوّر أدائه أخيراً، فإنه لا يزال بحاجة ماسة إلى تعزيز خط دفاعه بصفقة أو اثنتين، وهو أمر قد يكون قابلاً للتحقق خلال هذه الفترة.
أما في إنكلترا، وتحديداً مع أندية مانشستر، فيبدو أنّ سوق الانتقالات الشتوية لن تكون كافية لوضعها على الطريق الصحيحة؛ فنادي مانشستر سيتي يتطلّب تعزيزات كبيرة تصل إلى 5 صفقات على الأقلّ في خطَّي الدفاع والهجوم لاستعادة توازنه المعهود.
وفي ما يتعلّق بمانشستر يونايتد، فإنّ أيّ محاولة لإنقاذ الفريق في هذا الشتاء قد تبدو مستحيلة، إذ إنّ الفريق يعاني من مشكلات عميقة تستدعي التخلّص من معظم لاعبيه الحاليين، وشراء آخرين قادرين على انتشاله من الحالة المزرية التي يعيشها.
وبالانتقال إلى آسيا، وتحديداً إلى نادي النصر السعودي، الذي يضمّ أحد أفضل اللاعبين في العالم كريستيانو رونالدو، فهو لا يزال يعاني، إذ أخفق الفريق في التعاقد مع لاعبين يمكنهم مساعدة "الدون" لتحقيق الألقاب المنشودة، ولن يكون بوسعه تحقيق ذلك في الشتاء.
أما في أفريقيا، فإنّ "زعيمها" الأهلي المصري يعاني من نقص واضح في مختلف الخطوط تقريباً، ويحتاج إلى تعزيزات قوية تتضمّن مدافعين على الأقلّ، وثلاثة لاعبين في خط الهجوم، لمواجهة التحديات، وإلا قد يتحوّل هذا الموسم إلى موسم للنسيان.