رضوى الشربيني ، ياسمين عز ، مرأة
ليست كل النساء سواء، فلكل واحدة عالمها الخاص وشخصيتها التي صقلتها الأيام والتجارب. بعضهن قويات كالصخر، لا تهزهن الرياح، ولا تكسرهن العواصف، بينما أخريات يتميزن بالمرونة، كالغصن الذي ينحني برفق لكنه لا ينكسر.
ورغم اختلاف الشخصيات، تظلّ لكلّ امرأة رؤيتها الخاصة لدورها في المجتمع، ووجودها لا يمكن التقليل منه. فمنهن نتعلّم متى نكون حنونين، ومتى تفرض علينا الحياة أن نكون أكثر صلابة.
ومن خلالهن أيضًا نتعلم متى يجب أن نضع "حظرًا" على بعض الأشخاص، ومتى نستخدم "الصوت الشتوي" لنكون أكثر جاذبية. هذه الأساليب والحكم تبنتها كل من رضوى الشربيني وياسمين عز، اللتين استطاعتا أن تقتحما كل بيت، وتستقطبا الانتباه، سواء من الرجال أو النساء.
بين رضوى الشربيني وياسمين عز: نساء يتأثرن ويقررن
رضوى الشربيني بدعمها المتواصل لاستقلال المرأة وتحفيزها المستمر عززت من قوة المرأة في المجتمع، مع محاولاتها تقديم النصائح للرجال أيضًا، سعيًا لتحقيق نوع من التوازن والعدالة. أما ياسمين عز، فبأسلوبها الفريد في التعامل مع الحياة ألهمت جمهورها بطريقة مختلفة، مما جعل كلًّا منهما رمزًا مؤثرًا في قضايا المرأة وتمكينها.
ورغم اختلاف آرائهما، لا يمكن إنكار تأثيرهما في المجتمع. وفي نهاية الأمر، تبقى للمرأة حرية الاختيار بمن تتأثر، سواء برضوى أم بياسمين. أما الحديث عن المبالغة في مواقفهما، فقد يرى البعض أنها انعكاس لشخصيات واقعية نلتقيها في حياتنا اليومية، سواء في المنزل أو بين الأصدقاء.
آراء متابِعاتهما: بين التأييد والرفض
تقول سما، إحدى متابعاتهما، في حديثها لـ"النهار": "آخذ منهما الأمور الأساسية التي قد تساعدني في حياتي الزوجية. تعلمت من رضوى اتخاذ مواقف حاسمة إذا كنت على حق، ومن ياسمين متى أكون لينة إذا احتاج الأمر".
أما شيرين، التي تتابع رضوى، فتقول لـ"النهار": "لا يمكن أن أتقبل ياسمين، فهي مصدر استفزاز بالنسبة لي. أما رضوى، فقد طبّقت معظم ما تقوله، وهذا ما جعلني اليوم امرأة قوية. ربما يخشى البعض الاقتراب مني بسبب استقلاليتي وآرائي الخاصة، لكن هذا لا يقلقني، حتى لو عشت وحيدة".
المرأة بين الاختلاف والتأثير
قد يعارض الكثيرون برامجهما، معتبرين أنها تؤثر سلبًا وتحرض على تبني أفكار غير واقعية، ولكن كيف يمكن أن يكون ذلك؟ فالاختلاف في الآراء أمر صحي، ودور المرأة في المجتمع لا يقتصر على نمط معين أو رؤية محددة. فهي التي تلهم، وتعطي، وتنصح، وهي التي تمسك بزمام الأمور في العديد من زوايا الحياة والقصص الاجتماعية.
في النهاية، يبقى تأثير المرأة في المجتمع مرتبطًا بقدرتها على اتخاذ قراراتها بنفسها، من دون أن تكون حبيسة فكر معيّن أو صوت واحد، سواء اختارت أن تكون قويّة ومستقلّة كرضوى، أو حكيمة ومتّزنة كنهج ياسمين؛ فالمهمّ أن تختار ما يناسبها هي، وليس ما يفرضه عليها الآخرون. فالمرأة ليست نسخة مكرّرة، بل شخصية متفرّدة، تصنع مسارها الخاص وفقًا لقناعاتها وتجاربها.