انسحب جيش الاحتلال من محور "نتساريم" الذي يفصل قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، صباح الأحد، وذلك بموجب تفاهمات تنص على إتمام عملية الانسحاب في اليوم الـ22 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في غزةبين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "قواتنا انسحبت من نتساريم بالكامل"، وذلك بعد صدور أوامر في وقت سابق أمس للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من المحور الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
في مقطع مصوّر بثّته القناة الإسرائيلية الـ12، ظهر ضابط في جيش الاحتلال وهو يصدر تعليماته لقواته بالانسحاب من المحور، مشيرا إلى أن الجيش "سيعود قريبًا".
أظهرت مشاهد مصورة قيام جنود الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت بإحراق تجهيزات عسكرية أثناء انسحابهم من محور نتساريم، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.
ويعدُّ محور نتساريم، مساحة عازلة اقتطعتها سلطات الاحتلال، لتفصل شمالي قطاع غزة عن جنوبه، عبر ممر يُطلق عليه "محور نتساريم"، حتى يكون طريقًا للموت والفتك بحياة النازحين من شمالي القطاع إلى جنوبه، ونقطة تفتيش عسكرية تحمل بين جنباتها خطر الموت المتعمد بأشكال متعددة، والاختفاء القسري، هذا ما يواجه النازحون من شمالي القطاع إلى جنوبه.
وتفكيك القواعد العسكرية الإسرائيلية في المحور يأتي ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار، بعد تنفيذ الدفعة الخامسة من الاتفاق بسلاسة، وفقًا لمصادر إعلامية عبرية.
وذكرت الصحيفة أنه "بموجب الاتفاق، يتعين على إسرائيل أن تستكمل الانسحاب من آخر البؤر الاستيطانية على محور نتساريم، والتي تمثل رمزاً لمناورات الجيش الإسرائيلي في غزة ورمزاً لتطلعات المستوطنين للاستيطان في القطاع"، مضيفة: "من الآن فصاعداً، لن تبقى القوات في القطاع إلا في المنطقة العازلة وفيلادلفي".
وقالت الصحيفة إن محور نتساريم يعتبر "أحد رموز مناورات جيش الاحتلال في قطاع غزة، وعنصرا مهما في تطلعات المستوطنين للعودة والاستيطان في شمال القطاع، حيث أقام المستوطنون، فعاليات جماهيرية عند مدخل المحور الذي يشكل منفذا لهم إلى مناطق مختلفة في المنطقة". وقبل نحو أسبوعين انسحب جيش الاحتلال من أجزاء من محور نتساريم لإتاحة عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، بموجب صفقة التهدئة. وبالفعل عاد مئات آلاف النازحين في مشهد مهيب.
وكان جيش الاحتلال قد أنشأ محور نتساريم، الممتد من كيبوتس "بئيري" في غلاف غزة إلى البحر الأبيض المتوسط، بطول 8 كيلومترات وعرض 7 كيلومترات، بهدف عزل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، وتأمين تحركات قواته بين مناطق التمركز العسكرية.
ويُعرف المحور إسرائيليًا بأنه كان مركز العمليات العسكرية التي أعقبت الاجتياح البري لقطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لعب دورا رئيسيا في تقسيم القطاع جغرافيا واجتماعيا، مما أدى إلى عزل آلاف العائلات وتأزيم الأوضاع الإنسانية في المناطق الشمالية.
كيف علق الإعلام العبري على الانسحاب الكامل ؟
تعليقًا على مشاهد الانسحاب الكامل، قال المحلل الإسرائيلي روعي شارون لقناة "كان" العبريّة، بعد الانسحاب من محور "نتساريم"، لم يتبق الكثير من وسائل الضغط بيد إسرائيل في هذه المرحلة، من المتوقع أن يقوم الجيش صباح الأحد بإخلاء محور نتساريم، وبعد ذلك، ما سيبقى هو بطبيعة الحال إطلاق سراح المزيد من الفلسطينيين.
وأضاف شارون، "عندما يقول رئيس الوزراء: "لن نتجاهل الصور المروعة التي شاهدناها اليوم"، لست متأكدًا ما إذا كان هناك أي شيء آخر يمكن القيام به للضغط على حماس".
فيما نقل موقع واللا العبري عن ضباط كبار في فرقة غزة، قولهم: إنَّ الانسحاب من نتساريم هو تخلي عن أحد وسائل الضغط في المفاوضات وسيكون بامكاننا العودة للسيطرة عليه".
وعلق عضو الكنيست ميخال ميريام فولديغير، على مشاهد انسحاب الجيش الإسرائيلي من نقطة "نتساريم" بعد 15 شهرًا، قائلًا: "صباح صعب، مع انتشار صور الانسحاب من محور نتساريم، هذا يذكرنا بالجنود الذين قلتوا من أجل السيطرة عليه".
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، يتم في الأولى التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.