شكّك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الإثنين في صدق الولايات المتحدة في السعي إلى إجراء مفاوضات مع طهران في ظل فرض عقوبات عليها، وذلك بعد أسبوع من إعادة تطبيق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة "أقصى الضغوط" على الجمهورية الإسلامية.
وقال بزشكيان: "إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات، فلماذا فرضت علينا عقوبات؟"، مضيفاً أن إسرائيل، لا إيران، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.

واتّهم الرئيس الإيراني نظيره الأميركي بالسعي إلى "إرضاخ" بلاده.
وقال بزشكيان "يقول ترامب: نريد التباحث (مع إيران) ... ويوقّع في مذكرة على كل المؤامرات لإرضاخ ثورتنا"، في إشارة إلى إعلان واشنطن الأسبوع الماضي فرض عقوبات جديدة على طهران.
وأصر الرئيس الإيراني "نحن لا نسعى إلى الحرب"، مضيفاً أن إيران "لن ترضخ أبداً للأجانب".
وأكّد "أميركا تعتقد أنّها قادرة على إرضاخ إيران من خلال خلق الانقسام" بين مكوّنات الأمة الإيرانية.
وأضاف بزشكيان "إذا وقفنا يداً بيد فإنّنا سنكون قادرين على حل كافة مشاكل البلاد".
يحيي الإيرانيون الإثنين الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية والإطاحة بنظام الشاه في 1979، بتنظيم مسيّرات في طهران وفي جميع أنحاء البلاد.

ومنذ الصباح، يبث التلفزيون الرسمي مشاهد حيّة من شوارع المدن والقرى، على وقع أغان شعبية وأناشيد وطنية.
بدأ سكّان طهران بالتوجّه منذ الصباح الباكر إلى مكان التجمّع الرئيسي حول برج آزادي ("الحرية" بالفارسية) في غرب العاصمة، للاستماع إلى كلمة الرئيس.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع في شيراز وبندر عباس (جنوب) ورشت (شمال) ومشهد (شرق) وكرمانشاه وسنادج (غرب) مردّدين شعارات معادية لأميركا وإسرائيل، بحسب صور تلفزيونية.
ويرفع الإيرانيون وبينهم الكثير من العائلات المشاركة في المسيرات، أعلام إيران ورايات الفصائل الموالية لها، بما في ذلك "حزب الله" في لبنان، بالإضافة إلى صور المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

ويحيي الإيرانيون في هذا اليوم ذكرى سقوط الحكومة الأخيرة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، بعد أيام من عودة الإمام آية الله روح الله الخميني إلى البلاد في الأول من شباط/فبراير 1979. وكان الشاه غادر في كانون الثاني/يناير بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه.
وفي الأيام الأخيرة، دعا العديد من المسؤولين الشعب إلى المشاركة بأعداد كبيرة في الاحتفالات التي تأتي في ظل بدء ولاية جديدة لترامب الذي يعتمد سياسة "الضغوط القصوى" على إيران.