قال رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، إن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث خلالها جلالته بأخلاق الملوك وكان حديثه قمة في الدبلوماسية والحكمة.
وبشأن المبادرة التي طرحها الرئيس ترامب بخصوص قطاع غزة، أضاف الفايز عبر برنامج ستون دقيقة على التلفزيون الأردني، أن جلالة الملك أجاب خلال المؤتمر الصحفي في البيض الأبيض على 3 محاور من أسئلة الصحفيين؛ الأول بأن جلالته يفعل ما فيه مصلحة وطننا، وأنه لا للوطن البديل ولا للتوطين ولا للتهجير، وبأن مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.
وأفاد الفايز بأن المحورين الثاني والثالث بأنه سيكون هنالك رد من خلال اللقاء الخماسي الذي سيعقد في المملكة العربية السعودية الذي يضم الأردن ومصر وقطر والإمارات، ومن خلال مؤتمر القمة العربية الطارئة التي ستعقد للرد على مبادرة ترامب بشأن قطاع غزة، مشيرا إلى أن جلالته حمل إلى البيت الأبيض موقفا عربيا ونطق باسمه.
وذكر أن جلالته له علاقات تاريخية مع الإدارة الأمريكية ومؤسساتها، ويحظى باحترامهم وتقديرهم، ولديه خبرة كبيرة في مخاطبة الغرب كما تعد الإدارة الأمريكية جلالته مرجعية في المنطقة.
ولفت إلى دور الأردن في مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني بين الأردن والولايات المتحدة، كما أن الغرب والاتحاد الأوروبي يعون أن الأردن هو صمام الأمان في المنطقة.
وقال الفايز إن الكونغرس الأمريكي الذي يقر المساعدات الأمريكية إلى الأردن يحترم ويقدر دور جلالة الملك في المنطقة.
وأشار إلى أن جلالته تحدث عن خطة عربية بشأن غزة، وتكلم جلالته عن خطر التصعيد في الضفة الغربية، ولذلك تغير الخطاب الأمريكي بعيد اللقاء وظهر ذلك جليا في التصريحات الأمريكية الرسمية والخطاب الذي وجهه الرئيس ترامب للأردنيين.
ونبه الفايز من جهات مشككة بمواقف الأردن لا تسعى لمصلحة الوطن، وأكد أن الأردن مستهدف، كما حذر إلى حسابات وهمية وجهات قليلة تحاول إثارة الفتن بين الأردنيين، داعيا إلى التصدي لهذه الفئات عبر مختلف الوسائل.
وقال إن ما يتم الحديث به في الغرف المغلقة عن القضية الفلسطينية، هو ذاته ما يتحدث به أمام الإعلام والأردنيين، والأخلاق الأردنية مبنية على الشهامة والمروءة وليس السلبيات.
وأكد أن العرش الهاشمي صمام أمان الأردنيين، وهنالك ثقة بين الشعب الأردني والعرش الهاشمي منذ جلالة الملك عبدالله الأول الؤسس، وجلالة الملك طلال بن عبدالله الأول، وجلالة الملك الحسين بن طلال، وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
ولفت إلى أن التفاف الشعب الأردني حول القيادة الهاشمية تجلى في مواقف كثيرة عصفت بالأردن، وجعلت منه صامدا في وجه التحديات.
وأوضح أن التحام الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي أوصل رسالة إلى الإدارة الأمريكية بقوة الموقف الأردني وأن الشعب يقف خلف جلالة الملك، وظهر ذلك في استقبال جلالته لدى عودته من العاصمة الأمريكية واشنطن.
وتفاءل الفايز في مستقبل الأردن في ظل وجود جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدا أن وطننا صلب وعصي على المؤامرات، ودخل مئويته الثانية بكل عزيمة وإصرار.
وأكد أن العلاقات الأردنية مع المملكة العربية السعودية ثابتة وراسخة وتاريخية وهنالك دعم مطلق للقضية الفلسطينية، وكذلك العلاقات الأردنية مع دول الخليج العربي التي تقف موقفا صلبا خلف جهود جلالة الملك.
وقال إن التصريحات الإسرائيلية المستفزة تجاه المملكة العربية السعودية حول إقامة دولة فلسطينية على الأرض السعودية خطر على الأمن الوطني العربي.
وشدد على ضرورة خروج مؤتمر القمة العربي المنوي عقده برد مناسب على جميع المخططات الإسرائيلية المتعلقة بالضفة الغربية وغزة، وأن يكون هنالك موقف صلب وقرارات قابلة للترجمة على أرض الواقع.
كما أكد أن العلاقات الأردنية مع جمهورية مصر العربية متينة، وهنالك تنسيق مستمر بين جلالة الملك وأخيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كما هنالك تنسيق جارٍ بين وزيري خارجيتي البلدين حول خطة إعادة إعمار غزة.
وأفاد بأن المصالح الأمريكية في المنطقة العربية تفرض على الإدارة الأمريكية مراعاة ما يقوله العرب عن الحقوق الفلسطينية، ومن ثم يتبع ذلك المصالح المشتركة.
وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تضغط على إسرائيل لوضع خارطة طريق تحقق عملية السلام العادل والشامل بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية.
وأكد أن الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك واللقاءات مع جميع دول العالم تعتمد على التنسيق مع تلك الدول للمحافظة على الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للأردن، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة.
وشدد على ضرورة التنسيق البريطاني الأوروبي مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول العربية، يفضي لعقد مؤتمر دولي يخلق أدوات ضغط على إسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني.
ودعا إلى عدم التخوف بسبب توافق الموقفين الرسمي والشعبي، متفائلا بالتأثير الشعبي والالتفاف حول القيادة الهاشمية لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.