أصبح أياكس أمستردام على مقربة من حسم لقب دوري الدرجة الأولى الهولندي لكرة القدم، ليضع خلفه موسمين مروعين كاد خلالهما أن يهبط إلى الدرجة الثانية وعانى من هزائم محرجة.
ويتقدم أياكس بفارق تسع نقاط على أيندهوفن ثاني الترتيب مع تبقي خمس جولات على نهاية الموسم، ما يضعه على أعتاب العودة إلى المجد وتحقيق اللقب للمرة 37 وهو رقم قياسي.
ويحتاج أياكس إلى سبع نقاط من أصل 15 نقطة ممكنة في آخر خمس مباريات ليعود من جديد إلى قمة كرة القدم الهولندية.
ويمكن للفريق أن يحسم اللقب بحلول يوم 27 نيسان / أبريل عندما يستضيف سبارتا روتردام، لكنه سيحتاج إلى الفوز خارج أرضه على أوتريخت صاحب المركز الرابع يوم الأحد المقبل، وأن تلعب باقي النتائج في صالحه إذا أراد الاحتفال باللقب على أرضه.
ويبدو أن الرهان الجريء بالتعاقد مع المدرب الإيطالي فرانشيسكو فاريولي (34 عاماً) في بداية الموسم أتى بثماره بعد أن أعاد البريق إلى العملاق المريض، وأعطى الأولوية للمداورة بين 39 لاعباً استخدمهم هذا الموسم، وتحسين اللياقة البدنية وتقوية خط الدفاع.
ورغم تعرضه لانتقادات بسبب الاستغناء عن أسلوب "كرة القدم الشاملة" الشهير، فإن أياكس فاز في 13 من آخر 14 مباراة في الدوري ليتفوق بفارق كبير على أيندهوفن حامل اللقب.
وقال فاريولي بعد فوز فريقه على مضيفه فيليم تيلبورج يوم الأحد الماضي: "بقي لدينا خمس مباريات نهائية".
وأضاف: "كان فوزاً مهماً للغاية. ضمننا بفضله على الأقل إنهاء الموسم ضمن أول ثلاثة مراكز. ويعني هذا أننا تأهلنا إلى الدور التمهيدي من دوري أبطال أوروبا، وهو أمر بالغ الأهمية للنادي".
اضطرابات
فاز أياكس بلقب الدوري لآخر مرة في عام 2022، ليرحل بعدها مدربه إريك تن هاغ لتدريب مانشستر يونايتد وبيع العديد من اللاعبين الأساسيين، مما أدى إلى فترة من الاضطرابات غير المسبوقة لبطل أوروبا السابق.
ورغم أن بداية ألفريد شرودر، الذي تولى المسؤولية خلفاً لتن هاج، كانت مثالية بتحقيق ستة انتصارات متتالية في الدوري، فإن النتائج تراجعت بسرعة، وشهدت خسارة أياكس 6-1 على أرضه أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا انخفاضاً في مستوى الفريق واضطرابا في غرفة الملابس.
وقضى أياكس مسيرة قياسية من سبع مباريات دون فوز ليتم بعدها إقالة شرودر، لكن الفريق أنهى الموسم في المركز الثالث بالدوري وفاز بكأس هولندا.
وبدأ أياكس الموسم الماضي بقيادة المدرب غير المعروف موريس شتاين، وكان الفريق يأمل في استعادة توازنه بعد إنفاقه نحو 100 مليون يورو (114 مليون دولار) في سوق الانتقالات. لكن بعد ثلاثة أشهر، رحل المدرب الجديد مع احتلال الفريق للمركز الأخير في الدوري الهولندي لأول مرة.
وخرج الفريق بعدها بشهرين من كأس هولندا على يد فريق الهواة هيراكليس، وكانت الخسارة 3-2 هي المفاجأة الأكبر في تاريخ المسابقة الممتد على مدار 126 عاماً.
ونجح أياكس في الخروج من مأزقه، لكن ليس قبل أن يتعرض لخسارة 6-صفر أمام فينوورد، لينهي الموسم في المركز الخامس بفارق 35 نقطة عن أيندهوفن حامل اللقب.
وبدا أن تعيين فاريولي مغامرة محفوفة بالمخاطرة، وكانت إعادة بناء الفريق تحت قيادته سريعة لكنها لم تكن مقنعة تماماً.
وقال رونالد دي بور نجم أياكس السابق: "الفريق يفوز، ولكن كمشجع لأياكس لا تعرف أبداً إلى أين ستؤول الأمور".
لكن جون فان تسخيب، الذي تولى تدريب أياكس مؤقتاً في الموسم الماضي، قال إن الفريق يستحق الفوز باللقب هذا الموسم.
وأضاف: "ما فعله فاريولي رائع حقاً. إذا استطعت الفوز على فينوورد وأيندهوفن مرتين، فأنت في نظري تستحق التتويج".