عمر مرموش ، مصر ، كارلوس كيروش ، منتخب مصر ، أينتراخت فرانكفورت ، مانشستر سيتي
أعلن نادي مانشستر سيتي خلال الأيام القليلة الماضية عن إتمام التعاقد مع اللاعب المصري عمر مرموش، قادماً من أينتراخت فرانكفورت الألماني.
وجاء هذا الانتقال بناءً على رغبة المدرب بيب غوارديولا، الذي أشاد بالمستويات المميزة التي قدمها اللاعب خلال هذا الموسم.
تألق مرموش بشكل لافت، حيث سجل 15 هدفاً وصنع 9 تمريرات حاسمة، ما وضعه ضمن دائرة اهتمام الأندية الكبرى.
ويعود الفضل في اكتشاف موهبة عمر مرموش إلى المدير الفني السابق لمنتخب مصر، كارلوس كيروش، الذي منحه الفرصة الأولى للمشاركة الدولية عندما كان معاراً إلى شتوتغارت الألماني.
ولم يكن مرموش معروفاً على نطاق واسع آنذاك في الأوساط الرياضية المصرية، إلا أنه تمكن من إثبات نفسه بقوة، لا سيما بعد تألقه الواضح في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021، التي شكلت علامة فارقة في مسيرته.
ورغم أنّ مرموش هو أحد الأسماء الكبيرة التي استفادت من فترة كيروش مع المنتخب المصري، إلا أنه لم يكن الوحيد. فقد كان للمدرب البرتغالي دور كبير في تسليط الضوء على مواهب أخرى برزت لاحقاً على الساحة الأوروبية، مثل المدافع محمد عبد المنعم.
هذا الأخير لم يكن اسماً مألوفاً لفترة طويلة بسبب وجوده مع نادي فيوتشر بنظام الإعارة، لكنه أثبت جدارته خلال بطولة كأس العرب 2021 واستمر في الأداء المبهر خلال كأس الأمم الأفريقية.
وقد مهّد هذا النجاح له طريق العودة إلى النادي الأهلي وتألقه هناك بشكل لفت انتباه الأندية الأوروبية، ليوقع مع نادي نيس الفرنسي في الانتقالات الصيفية الماضية.
ولم يتوقف كيروش عند دعم هؤلاء اللاعبين فقط، إذ ساهم أيضاً في تشجيع مصطفى محمد على خوض تجربة الاحتراف الخارجي بانتقاله إلى نادي نانت الفرنسي.
ورغم قلة مشاركاته أخيراً، يبقى مصطفى خياراً مطروحاً لتعويض غياب مرموش عن أينتراخت فرانكفورت الألماني في الفترة المقبلة.
وكان للمدرب البرتغالي رؤية واضحة تجاه دعم المواهب الشابة أيضاً، حيث استدعى إبراهيم عادل، لاعب بيراميدز، إلى معسكر المنتخب وهو لم يتجاوز الـ18 عاماً، في خطوة تعكس ثقته بالمواهب صغيرة السن.
وكان اللاعب على وشك الانضمام إلى نادي خيتافي الإسباني عقب مفاوضات استمرّت منذ فترة الانتقالات الماضية، إلا أنّ الصفقة لم تكتمل بسبب إصرار نادي بيراميدز على الاحتفاظ به ورفضه التفريط في خدماته.
بالإضافة إلى ذلك، برز إمام عاشور الذي خاض تجربة احترافية قصيرة قبل أن يعود لينضم إلى الأهلي ويصبح أحد نجوم الفريق خلال الموسم الحالي.
ورغم قصر مدة عمل كيروش مع المنتخب المصري، التي لم تتجاوز الستة أشهر، فإنّ تأثيره الإيجابي كان كبيراً وواضحاً؛ لقد ترك بصمة لا تُنسى سواء على مستوى تطوير الأداء الفردي والجماعي أو على صعيد اكتشاف المواهب الشابة.
لكن، لم تتوفر لكيروش الفرصة الكافية لتنفيذ مشروعه طويل الأمد، الذي كان يمكن أن يُحدث تحوّلاً جذرياً في مستقبل كرة القدم المصرية.
ومع ذلك، سيبقى الجيل الحالي من المواهب الذي حصل على الدعم خلال فترة قيادته شاهداً على ما يمكن أن تحققه الرؤية الاستراتيجية والاستثمار الحكيم في الطاقات الواعدة. ومع استمرار تألق هؤلاء اللاعبين محلياً ودولياً، يبدو أنّ كرة القدم المصرية تسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.