الدوري الإنكليزي ، أرسنال ، غابرييل خيسوس
برز اللاعب البرازيلي غابرييل خيسوس، البالغ من العمر 27 عاماً، بشكل لافت مع أرسنال الإنكليزي، وذلك من خلال تسجيله 5 أهداف في مرمى كريستال بالاس خلال 3 أيام فقط.
عند استعراض قصص نجاح لاعبي كرة القدم الذين واجهوا تحدّيات مالية قاسية قبل أن يتحوّلوا إلى رموز رياضية عالمية، لا بدّ من التوقف عند مسيرة غابرييل خيسوس، اللاعب الذي تمكن من التغلب على صعوبات جمّة، بفضل شغفه الكبير بكرة القدم.
نشأ خيسوس في طفولة قاسية مليئة بالمآسي، إذ تخلّى والده عن والدته أثناء حملها به، وتوفي بعد ولادته بفترة وجيزة، ليترعرع يتيماً يعاني من قسوة الحياة منذ نعومة أظافره.
وكان عشق كرة القدم المتنفس الوحيد له، لكنه واجه عقبة تتمثل في عدم تمكنه من الانضمام إلى أي نادٍ نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، ما دفعه لممارسة اللعب في ساحة غير متوقعة داخل أحد السجون في مدينة ساو باولو البرازيلية.
ومع بداية خروجه من أزماته المبكرة، كوّن صداقة قوية مع شاب يُدعى تينينهو، الذي شاركه الشغف بكرة القدم. إلّا أنّ هذه الصداقة لم تدم طويلاً، إذ فَقَد تينينهو وهو في الـ16 من عمره، ما أعاد إليه شعور الوحدة مجدداً.
وفي عام 2014، وفي محاولة لتجاوز الأزمات المالية القاسية التي لم تترك له خيارات متعددة، لجأ خيسوس للعمل في مجال النقاشة. وكانت مهمته طلاء الشوارع استعداداً لانطلاق كأس العالم المقامة في بلاده، وكان هذا العمل البسيط يمثل له فرصة لتأمين احتياجاته اليومية وسط ظروف حياة صعبة كادت أن تخنق حلمه في مجال الكرة.
ورغم كل ذلك، استطاع خيسوس بفضل طموحه وإصراره أن يستجمع قواه ويمضي قدماً، محققاً تحوّلاً مهماً في مسيرته الرياضية، فأصبح أحد أبرز المواهب البرازيلية الواعدة، وسجّل اسمه ضمن نخبة مهاجمي كرة القدم العالمية.
وتألقت موهبة خيسوس مع مانشستر سيتي الإنكليزي قبل أن ينتقل إلى أرسنال عام 2022، ومع أنّ كثيرين وجّهوا له انتقادات بسبب تذبذب أدائه، إلّا أنه أثبت مراراً أنه لاعب حاسم.
تألق خيسوس في المباراتين الأخيرتين أمام كريستال بالاس، حيث قاد أرسنال للفوز خلال 3 أيام في ربع نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية، وكذلك في الدوري الإنكليزي الممتاز. وسجّل البرازيلي 3 أهداف في المباراة الأولى وهدفين في الثانية، مؤكّداً قيمته كنجم لا غنى عنه لفريقه.
يمكن القول إنّ غابرييل خيسوس هو مثال للاعب تحدّى الفقر بشغفه العميق، ليصبح واحداً من أبرز وأغنى نجوم كرة القدم على مستوى العالم، بفضل تفانيه في حب هذه الرياضة.