حققت الصحفية رولا حسنين حلمها بمعانقة ايلياء والحرية معا بعد 307 يوما قضتها في سجون الاحتلال بتهمة " التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي" وهي تهمة تم توجيهها بشكل متكرر ضد الفلسطينيين طيلة السنوات الماضية لكنها اشتدت بعد السابع من اكتوبر .
وقالت رولا : عن تجربة الاعتقال " كان اليوم يمضي علي بألف سنة مما تعدون، لا احد يمكنه ان يقدر الحالة الشعورية التى طغت على وضعى النفسي طيلة فترة الاعتقال ، لقد كانت تجربة مريرة و صعبة للغاية، فأصعب ما قد تمر فيه الأم االانفصال عن الطفل وهو بالمناسبة اصعب من شعور االطفل الذى ينفصل عن أمه هو يمكنه ان يجد حنانا وتعطافاً منقطع النظير لكن الأم لا يمكن لها تعويض هذا الشعور مطلقا مهما وجدت حولها من ألتفاف .
وتحدثت حسنينان الضغط النفسي والتوتر الشديد الذى صاحبها طيلة فترة اعتقالها أصابها بمرض الضغط المزمن بالأسر نتيجة الحالة النفسية الصعبة التي مرت بها وهي في الـ30 من عمرها ، ونوهت ان اوضاعها النفسية كانت تزداد معاناة فى المناسبات العامة والمناسبات الخاصة كان أبرزها عيد ميلاد ايلياء الاول.
وتطرقت حسنين إلى ظروف المعتقل الصعبة، من إجراءات التفتيش العاري والتنكيل اليومي، وتعمد المماطلة والابتزاز في تلبية احتياجات النساء الخاصة.
من جانبه قال شادي بريجية زوج الصحفية رولا درويش والذي اضطر إالى لعب دور الوالد والوالدة لايلياء في ظل الغياب القسري لزوجته رولا : " عانت إيلياء معاناة كبيرة خلال ولادتها لأنها طفلة خداج وجاءت للحياة قبل موعد ولادتها بحوالي شهر ونصف، مما انعكس على صحتها بشكل كبير وحدوث مضاعفات أثرت على مناعة جسمها مما يتطلب وجود رعاية طبية حثيثة لها".
وأشار بريجية إلى أن اعتقال زوجته رولا، شكّل "صدمة وكارثة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الجانبين النفسي والصحي للطفلة التي كانت تعتمد على الرضاعة الطبيعية من أمها والانقطاع المفاجئ نتيجة الاعتقال انعكس على صحتها بشكل كبير وعدم تقبلها للحليب الاصطناعي وظهور علامات الجفاف عليها.
وتابع بريجية،" قمنا بمتابعة حالتها الصحية من خلال المستشفيات، وكانت المعاناة صعبة جدا، وحاولنا بشتى الطرق إبقائها على قيد الحياة".
وقالت رولا : ان لحظة عناق طفلها كانت لحظة خيالية ، لم تتصور حدوثها لولا جهود المقاومة الفلسطينية ولولا حدوث هذه الصفقة التى كانت سببا فى معانقة الحرية ومعانقة ابنتها ايلياء