محاطا بعائلته، تناول الأسير الفلسطيني المحرر عامر الطنبور إفطار اليوم الأول من شهر رمضان بعد أن غاب عن هذا الاجتماع العائلي أكثر من 17 سنة قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يقول لـ"قدس برس"، اليوم السبت، "الحمد لله على هذه النعمة العظيمة التي افتقدناها لسنوات طويلة حرمنا الاحتلال الإسرائيلي خلالها من أجواء شهر رمضان المبارك".
وأضاف "أشعر بفرحة غامرة، الحمد لله أولا ثم لأهلنا في غزة العزة الصابرة الصامدة، ثم لمقاومتنا الباسلة التي قدمت الغالي والنفيس حتى نرى الحرية".
ويستذكر الطنبور وهو من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، أجواء رمضان في سجون الاحتلال وسط التنغيص الدائم لإدارة مصلحة السجون، ولكنه لا ينسى رمضان الماضي تحديدا، حيث كان من أصعب الأيام التي عاشها على الإطلاق.
يقول "رغم كل شيء فرحتنا منقوصة لأننا تركنا خلفنا أخوة أعزاء، لكن ثقتنا بالله أنه سيمن عليهم بالفرج كما منّ علينا بها".
أما الأسيرة المحررة رولا حسنين، فقد تناولت طعام الأفطار مع زوجها وطفلتها التي غابت عنها وهي رضيعة لنحو عام كامل.
تقول "عشنا أياما عصيبة جدا ولم نكن نشعر بلذة رمضان، فقد كنا محرومات من الصلاة جماعة ومن قراءة القرآن، وفي حال اقتحم السجانون علينا الغرف ونحن نصلي أو نتعبد يوقعون علينا عقابا شديدا".
ولا تجد حسنين كلمات تصف فرحتها اليوم بحريتها وعودتها لكنف عائلتها قائلة "مشاعري لا توصف وفرحتي عظيمة، الحمد لله الذي أنعم علينا بالنصر والتحرير".
وتضيف "عشت يوما رمضانيا كاملا افتقدته خلال اعتقالي، من صلاة التراويح إلى القيام وقراءة القرآن والافطار بكنف أسرتي".
وتجد رولا نفسها ممتنة لكل "من كان له دور في حريتها وحرية آلاف الأسرى والأسيرات، وتوجه تحية خاصة لأهل قطاع غزة الذي دفعوا وما زالوا ثمنا باهظا في مقارعة العدو الإسرائيلي".
وتنتهي يوم السبت، المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، والتي امتدت لـ42 يومًا، في ظل مماطلة الاحتلال ومحاولته تمديدها، وعدم الخوض في المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية قطرية أمريكية.
وخلال هذه المرحلة، أفرجت "حماس" وفصائل مقاومة أخرى عن 33 أسيرًا في قطاع غزة، بينهم 8 جثث، في المقابل أطلقت قوات الاحتلال سراح حوالي 1700 فلسطيني من سجونها.