شَهِد موقع مكاور الأثري في محافظة مادبا، اليوم الثلاثاء، احتفالية إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد التي نظمتها وزارة السياحة والآثار.
وقال المدير العام لهيئة تنشيط السياحة، الدكتور عبدالرزاق عربيات، خلال رعايته حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد في موقع مكاور الأثري، مندوباً عن وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، إن هذا الحدث يعكس رسالة السلام والمحبة والعيش المشترك التي تعبر عن قيم المملكة الأردنية الهاشمية.
وشهدت الفعالية حضوراً واسعاً شمل رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في الهند وعدداً من النواب والأعيان، وممثلين عن السفارة الهندية في عمّان، وأهالي منطقة العريض/ ذيبان، بالإضافة إلى الجهات الأمنية، ورئيس بلدية جبل بني حميدة/ مكاور، محمد الشخانبة.
وأضاف عربيات: “إن إضاءة شجرة الميلاد ليست مجرد تقليد احتفالي سنوي، بل هي تعبير عن رسالة أكبر، رسالة السلام والمحبة التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذا العالم المضطرب.”
وأشار عربيات إلى أن مكاور، كواحد من المواقع الخمسة المقدسة المعتمدة من قبل الفاتيكان على مسار الحج المسيحي، يشهد على القيم الروحية العميقة التي تنبثق من أرض الأردن، التي كانت ولا تزال جزءاً أصيلاً من الأرض المقدسة.
ولفت عربيات الانتباه إلى أن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة يمثل نموذجاً للتعددية والتعايش، مضيفاً: “في مملكتنا العزيزة، حيث تتجاور المآذن والكنائس، تظهر عظمة وطننا بمختلف مكوناته، وهو رسالة للعالم أجمع بأن العيش المشترك والوئام ممكنان حتى في ظل التحديات.”
وشدّد عربيات على أهمية تعزيز السياحة الدينية، قائلاً: “يجب أن نعمل معاً، من خلال تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص، لترسيخ مكانة الأردن كمقصد رئيسي للسياحة الدينية، وضمان استمرار هذه الفعاليات التي تعكس الوجه المشرق للأردن كأرض للسلام والخير.”
واختتم عربيات كلمته بتقديم التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد، داعياً إلى تعزيز الوحدة والتضامن في وجه التحديات، وقال: “سيبقى الأردن، كما كان دائماً، وطناً متميزاً بروحه العظيمة المستمدة من عظمة من بناه، شعبه الأصيل وقيادته الفذة.”
وأكد رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في الهند، أنيل جوزف ثوماس كاتو، خلال مشاركته في إنارة شجرة عيد الميلاد في قلعة مكاور، على أهمية هذه المناسبة التي تجسد معاني المحبة والسلام.
وأوضح كاتو قائلاً: “تشرفت اليوم بالحضور والتواجد مع هيئة تنشيط السياحة في إنارة شجرة عيد الميلاد المجيد في قلعة مكاور، المكان الذي شهد حادثة قطع رأس يوحنا المعمدان. كما تضمنت زيارتي العديد من التجارب المرتبطة بالحج المسيحي، حيث قمت بزيارة موقع المعمودية المغطس، وجبل نيبو، وكنيسة الخارطة، وكنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان في مادبا. لقد كانت تجربة غنية بالسياحة الدينية، ومن هنا نرسل رسائل المحبة والسلام لهذا الوطن العزيز.”
يُشار إلى أن هذه الفعّالية تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى ترويج الأردن كوجهة سياحية متكاملة، تجمع بين التاريخ، الثقافة، والتراث الديني، مع التركيز على استقطاب السياح من جميع أنحاء العالم.