أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة وضع خطة للمحافظة على قلعة الكرك وإعادة الحياة في شوارع المدينة القديمة ومبانيها.
وعبر جلالته عن فخره بلقاء الأهل بمحافظة الكرك، خلال لقائه الخميس وجهاءها وممثلين عن أبنائها وبناتها في ساحة المشهد، موقع معركة مؤتة، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.
وقال جلالة الملك مخاطبا الحضور "أهلي وعزوتي أبناء وبنات الكرك (أهل الهية)، أنتم دائما مثال الأصالة والشهامة"، مؤكدا أن أرض مؤتة الخالدة في كرك المجد والتاريخ شاهدة على بطولات الصحابة.
ومضى جلالته قائلا "هذا الإرث التاريخي مستمر في جامعة مؤتة، جامعة السيف والقلم، بالخريجين من نشامى قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، أصحاب القيم الأردنية الأصيلة، والانتماء الصادق للوطن".
وبين جلالته أن محافظة الكرك تضم العديد من مواقع السياحة البيئية وسياحة المغامرات، مثل وادي بن حماد ووادي الموجب، الأمر الذي يتطلب من الحكومة التركيز عليها.
وأشار جلالة الملك إلى أن الكرك غنية بالثروات، مثل البوتاس، وفيها مشاريع مهمة في الصناعة والزراعة والمياه، مؤكدا الاستمرار في تطوير الخدمات للأهل فيها، وكل المحافظات.
بدوره، رحب محافظ الكرك قبلان الشريف بزيارة جلالة الملك، وسمو ولي العهد، مستعرضا أبرز إنجازات المحافظة خلال 25 عاما الماضية، لا سيما الاستثمارات التي وفرت فرص العمل للمجتمع المحلي.
وهنأ الشريف، جلالته بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلمه سلطاته الدستورية، مؤكدا أن أبناء وبنات الكرك ماضون على العهد.
ولدى وصول جلالته إلى ساحة المشهد، استقبلته فرقة القضاة للسامر والتراث الشعبي، كما ألقى الشاعر محمد القضاة قصيدة ترحيبا بجلالة الملك.
وقبيل اللقاء، زار جلالة الملك، يرافقه سمو ولي العهد، شركة البوتاس العربية، وافتتح مركز البحث والتطوير والابتكار، الذي يهدف إلى إجراء دراسات حول سبل تطوير منتجات شركة البوتاس العربية والشركات والصناعات التابعة لها، فضلا عن الفرص الاستثمارية لمعادن البحر الميت.
كما أطلق جلالة الملك مشاريع جديدة للشركة بكلفة إجمالية قاربت 450 مليون دولار، وتشمل محطة الضخ الرئيسية، ومصنع البوتاس الحُبيبي، والمرحلة الأولى من التوسع الشرقي، ومركز العمليات والخدمات اللوجستية.
وأشاد جلالته خلال الزيارة بدور شركة البوتاس العربية في الاقتصاد الوطني ونمو صادرات المملكة إلى عدة دول ومناطق حول العالم، مؤكدا أهمية مشاريع الشركة في مجالات الطاقة المتجددة والمياه.
وشهد جلالة الملك إطلاق استراتيجية الشركة للنمو في قطاعي الأسمدة والكيماويات المشتقة للأعوام (2024-2034)، وهي ضمن إحدى مبادرات رؤية التحديث الاقتصادي الهادفة لتعزيز مكانة الأردن كمصدّر رئيسي للأسمدة والكيماويات.
وأشار رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب إلى أن الاستراتيجية تعكس مدى التزام الشركة بمواصلة النمو والتطوير، وسعيها للمساهمة في النهوض بقطاعي الأسمدة والتعدين لمستويات عالمية متقدمة.
وتحدث الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور معن النسور عن إنجازات شركة البوتاس، وخططها ومشاريعها المستقبلية للتوسع في الإنتاج وتنويع المنتجات السمادية والكيماوية ذات القيمة المضافة العالية.
وخلال اللقاء، أنعم جلالته بميدالية اليوبيل الفضي على شخصيات ومؤسسات في محافظة الكرك، تقديرا لمساهماتها في خدمة الأردن، خاصة أبناء وبنات المجتمع المحلي.
وحضر اللقاء رئيس الوزراء جعفر حسان، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ومدير مكتب جلالة الملك، المهندس علاء البطاينة، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان البلوي.