حذر رئيس الوزراء الأردني الأسبق، طاهر المصري، من التحديات المقبلة التي تواجه الأردن والمنطقة العربية، خاصة في ظل حكومة الاحتلال الحالية وتوجهات الكنيست، والتي وصفها بـ"الخطيرة والمتوحشة".
وأوضح المصري أن قرار الكنيست بسحب الاعتراف بوكالة "أونروا" يعكس رغبة الاحتلال في إنهاء مفهوم اللاجئين وحق العودة، مؤكداً ضرورة استعداد الأردن لمواجهة تداعيات هذه القرارات التي تمسّ بشكل مباشر المملكة.
وأشار المصري إلى أهمية التحلي بالواقعية في التعامل مع المرحلة القادمة، لاسيما في ظل توجيهات جلالة الملك المرتقبة في خطاب العرش، والتي يترقبها الجميع باعتبارها مؤشراً على أولويات العمل الوطني في المرحلة القادمة.
وأكد أن الأردن، الذي ظل موقفه من القضية الفلسطينية ثابتاً ومميزاً على الصعيدين الإقليمي والدولي، بحاجة إلى تقييم شامل للعلاقة مع الاحتلال.
وبخصوص قرار الكنيست بحظر "أونروا"، شدد المصري على أن هذا القرار ينتهك الاتفاقيات الدولية ويمثل تحديًا لاتفاقية وادي عربة، مما يستوجب الحذر والاستعداد للتعامل مع كافة السيناريوهات المقبلة التي ستؤثر على الأردن.
كما عبّر المصري عن خيبة أمله من سكوت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إزاء هذه التحركات، واصفاً هذا الصمت بأنه يكشف زيف التحالفات العالمية وادعاءات المؤسسات الأممية بشأن حماية حقوق الشعوب.
وحذّر من الاستسلام لروايات حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو، محملاً اليمين المتطرف مسؤولية تفاقم الوضع في المنطقة.
وأشار المصري إلى أن المستقبل السياسي العالمي، وخاصة نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة، قد يكون لها دور حاسم في تحديد مصير المنطقة.
وقال إنه في حال فوز مرشح ديمقراطي، فقد تتغير السياسات الأمريكية باتجاه دفع إسرائيل نحو حكومة أقل تطرفاً، لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وفي ختام تصريحه، أكد المصري أن الأردن سيظل ثابتًا على موقفه من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تحركات الملك والدبلوماسية الأردنية تعكس هذا الموقف بوضوح على الساحة الدولية.