مقالات __ كتاب __ صوت جرش
في تعليقه السياسي المهم على زيارة ملك الأردن عبدالله الثاني السريعة للمملكة العربية السعودية ولقائه بسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أشار الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث إلى محورية الدولتين (الأردن والسعودية) في المنطقة وأهميتهما على الصعيد السياسي والاستراتيجي، ولا سيما في ظل تصاعد وتيرة الحرب التي تخوضها حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو، ودعم مفتوح من الولايات المتحدة وكبار الدول الأوروبية.
وفي تعليق سياسي آخر للدكتور بن صقر حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلنكن للسعودية أوضح أن هناك اختلافا في الأجندة بين ما تريده وتهدف إلى تحقيقه السعودية، وما تريده الولايات المتحدة وتترجمه في مواقفها المتراخية؛ حيث في هذا السياق تسعى السعودية سياسيا لتحقيق السلم العادل في المنطقة عبر وقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وبدء الحوار السياسي لإقرار حل الدولتين؛ في حين تأخذ السياسة الأمريكية موقفا متخاذلا، بل ومبررا وداعما لأجندة إسرائيل وما ترتكبه من جرائم وتطهير عرقي على أرض فلسطين وفي حربها القائمة اليوم.
من هنا تأتي أهمية تكثيف الجهود الأردنية السعودية لمواجهة الصلف الإسرائيلي، حماية للمنطقة من الانزلاق في أي تصعيد عسكري لا يحمد عقباه، ووقفا لإرادة الحكومة الإسرائيلية التوراتية في توسيع دوائر الحرب تنفيذا لمخططها بإقامة مملكة إسرائيل الكبرى. وحتما فهم في إرادتهم وعملهم وسلوكهم لا يختلفون عن أي جماعات دينية متطرفة بغض النظر عن انتمائها الديني.
في هذا السياق فيؤمن أعضاء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وفق ما أعلن بعضهم بأن الفرصة قد حانت لتأسيس مملكتهم الموعودة، يؤيدهم في ذلك مجاميع من السياسيين الغربيين اليمينيين، وهو ما يفسر سلوكهم التدميري في غزة ولبنان، وتطهيرهم العرقي للسكان المدنيين علنا وأمام كاميرات العالم، ولن يتوقفوا عند تلك البقاع والحدود الجغرافية، بل سيستمرون لإكمال مخططهم، وتغيير ملامح الخارطة السياسية، في مشهد يوازي مشهد سايكس بيكو القديم، ولكن برؤية مختلفة.
أمام ذلك كان ولا يزال مهما على السعودية والأردن ومعهم سوريا، العمل سريعا على تأسيس خط ساخن وغرفة عمليات واحدة، لتوحيد رؤيتهم الاستراتيجية وموقفهم الأمني والسياسي إزاء تصاعد الأحداث القائمة، مع الضغط دوليا لوقف الصلف الإسرائيلي، وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة والإقليم بأكمله، وحتما يكون ذلك بدعم كامل من الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة.