كان المالي أليو ديانغ إحدى أبرز الإضافات التي جاءت إلى النادي الأهلي، بفضل جهود أحد مشجعي النادي المخلصين، عبد الحميد المحمودي، الذي أصر مراراً على تقديم اللاعب لإدارة الفريق، حتى تمكن من إقناعهم بالتعاقد معه صيف 2019 قادماً من نادي مولودية الجزائر
.
ومنذ لحظة انضمامه، انطلق ديانغ في رحلة استثنائية جعلته واحدةً من أبرز المواهب الأفريقية التي شهدها الدوري المصري في الألفية الجديدة.
منذ أوّل ظهور له بقميص الأهلي، أظهر ديانغ إمكانيات فريدة أثارت الإعجاب، بفضل قوته البدنية التي منحته تفوّقاً على المنافسين وقدرة كبيرة على الاحتفاظ بالكرة والاختراق، ما جعله محوراً أساسياً في منتصف الملعب. ولم تقتصر أدواره على الواجبات الدفاعية وإفساد الهجمات المضادة، بل كان أيضاً نقطة البداية للهجمات السريعة، ليُلقب بـ"الدبابة المالية" نظير تأثيره الكبير.
ترك ديانغ بصمة واضحة في كل مباراة لعبها مع الأهلي، وكان من بين العناصر الحاسمة في تحقيق العديد من الانتصارات والبطولات.
وعلى الرغم من تعاقب المدربين على الفريق منذ عام 2019، ظل اللاعب يحتفظ بثقة الجميع كعنصر أساسي لا غنى عنه، باستثناء السويسري مارسيل كولر الذي أبدى تحفظات بشأنه. كولر بدأ بتقليص الاعتماد عليه تدريجاً قبل استبعاده نهائياً من حساباته، ولا سيما بعد إصابة طويلة في الكاحل، وصولاً إلى توصيته برحيل اللاعب في صيف 2024.
رغم ذلك، لم تكن إمكانيات ديانغ بعيدة من أنظار الأندية الأخرى، واختار اللاعب خوض تجربة جديدة بالانتقال إلى نادي الخلود السعودي على سبيل الإعارة لمدة موسم، بهدف استعادة مستواه وتأكيد جدارته الفنية، وإثبات خطأ رؤية كولر تجاهه.
البداية مع الخلود لم تكن مثالية، لكن الوضع تغيّر عقب تعاقد النادي مع المدرب الجزائري نور الدين زكري الذي أعطى ديانغ مساحة أكبر من الحرية داخل الملعب وثقة إضافية جعلته أحد أعمدة الفريق الأساسية.
استثمر ديانغ هذه الثقة بشكل مثالي وأظهر تطوّراً ملحوظاً في أدائه، خصوصاً في الشق الهجومي الذي كان يشكل تحدياً سابقاً له، وتحسن تمركزه وزادت دقة تمريراته الطويلة بشكل لافت، لتصل إلى نسبة 100% في المباريات الأخيرة، ما جعله أحد أفضل اللاعبين في مركزه بدوري روشن السعودي.
العروض المتميزة التي قدمها ديانغ مع نادي الخلود وتحت قيادة نور الدين زكري سلطت الضوء على قيمته الكبيرة وجعلت رحيله خسارة فادحة للنادي الأهلي، الذي يعاني حالياً من ضعف واضح في خط الوسط ومشكلات دفاعية بارزة.
تقارير عديدة تشير إلى أنّ النادي الأهلي أبلغ ديانغ نيّته استعادته بمجرّد انتهاء إعارته للمشاركة مع الفريق في كأس العالم للأندية 2025. لكن هذا القرار يواجه تحديات عدة، أبرزها استمرار تحفظات مارسيل كولر بشأن اللاعب واكتمال قائمة الأجانب بالفريق حالياً. ومع عودة مصابين مثل رضا سليم واحتياج النادي إلى جناح أجنبي جديد خلال فترة الانتقالات الصيفية، قد يجد الأهلي نفسه مطالباً بخوض مواجهة جديد مع اتحاد الكرة لزيادة عدد المحترفين لتعزيز مشاركاته المحلية والقارية.
سواء عاد ديانغ إلى الأهلي أو استمر مع نادي الخلود، يبقى اللاعب ورقة رابحة للفريق الذي سيدافع عن ألوانه مستقبلاً، ليكون المستفيد الأكبر من إمكانياته المميزة وأدائه الاستثنائي.