كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية، عن نية جيش الاحتلال نشر منظومة " رؤية – يوريه" في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، الأمر الذي رأى به العديد من المتابعين والمحللين، نية مبيته وشرعنة مباشرة بالقتل، وفرصة أخرى لتمزيق الضفة الغربية وتقطيع أواصلها والحد من الحركة فيها.
ويفتح الإعلان الإسرائيلي الباب أمام تساؤلات عديدة حول الأهداف الحقيقية لنشر هذه المنظومة التي استخدمت منذ العام 2008 في غلاف غزة، والمخاطر المحدقة بالمدنيين الفلسطينيين في أرجاء الضفة الغربية والتي قد تصل لحد القتل الأتوماتيكي كسلاح فتاك.
وأكد الكاتب والمتابع للإعلام الإسرائيلي ياسر مناع، بأن الحديث عن استخدام تقنيات جديدة للتعامل مع الفلسطينيين على الحواجز وغيرها ليس بالأمر الجديد، بل يأتي في سياق مساعي الاحتلال المستمرة لتطوير أدواته القتالية.
وشدد مناع على أن إسرائيل دوما تعمل على تطوير الأدوات القتالية والعسكرية وتطوير منظمات الحماية خصوصا في الضفة على اعتبارها منطقة اشتباك دائم، وأضاف:" هذه المنظومات تهدف الى توفير الحماية أولا، ومن ثم لها بعد آخر يتمثل بالردع، بمعنى أن آلية استخدام هذه الأدوات القائمة على التكنولوجيا الحديثة لها بعد رادع نفسي".
إضافة لذلك قال مناع: إن " تلك التقنيات أكثر دقة من غيرها وتعالج معضلات الجنود الذين يتعرضون للعمليات وإطلاق النار، وتأتي ضمن استخلاصات العبر والتحقيقات في بعض العمليات التي من خلالها عجز الجنود على الرد على المنفذين في وقت الصدمات والهجمات".
وأردف:" في غزة استطاعت المقاومة ان تعطل تلك المنظومة والإضرار بها واستخدامها في الضفة، وانعدام الإمكانيات لمقاومتها شجع الاحتلال لاستخدامها، وإسرائيل معنية للترويج لصناعاتها العسكرية وخصوصا بعد فشلها في غزة، وحتى تكون قادرة على تسويقها عالميا، باعتبار أنها دولة مصدرة للسلاح لا بد من إثبات جدواها في الضفة، من خلال اعتبار الفلسطينيين على انهم حقل تجارب ".
بدوره قال الناشط بشار القريوتي بان لجوء الاحتلال إلى تركيب تلك الأجهزة واستخدامها في الضفة الغربية ينذر بمستقبل أكثر سوداوية فيما يتعلق بتنقل الفلسطينيين وحريه الوصول إلى أماكن سكناهم وأراضيهم الزراعية.
ورأى القريوتي بأن هذه الخطوة تأتي في سياق عزل الضفة ومكوناتها ومناطقها الجغرافية عن بعضها البعض، وإرغام السكان في كل منطقه على الالتزام بمنطقة سكنه، وعدم المحاولة للتنقل عبر الطرقات والحواجز للوصول إلى مناطق أخرى، وبالتالي تنفيذ ما يسمى بخطه الضم وتقسيم الضفة الى كنتونات بشكل غير مباشر ومعلن.
وحذر بأن أحد الأسباب الأساسية والأهداف الرئيسية لتركيب هذه المنظومة واستخدامها في الضفة الغربية سوف يكون السيطرة على مزيد من الأراضي الزراعية لصالح المستوطنات، من خلال إطلاق العنان للمستوطنين والجيش باستخدامه هذه الأسلحة وإطلاق النار بشكل مباشر على كل من يفكر بالوصول إلى أراضيه الزراعية، ولا سيما تلك التي قد أقيمت عليها المستوطنات والتجمعات العسكرية، وبالتالي حرمانهم فعليا من الوصول أو الانتفاع من تلك الأراضي خشية على أرواحهم.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد أكدت بأن جيش الاحتلال يستعد لنشر منظومة أسلحة آلية حديثة للمرة الأولى في مواقع استراتيجية بالضفة الغربية، بعد أن كان استخدامها مقتصرًا على مستوطنات غلاف قطاع غزة، وثبت فشلها الذريع في عملية "طوفان الأقصى" فجر السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإنّ الاحتلال ينوي نشر منظومة "رؤيته – يوريه" في مستوطنات ومواقع استراتيجية ومناطق فاصلة في الضفة الغربية، والقائمة على أبراج مراقبة مزوّدة بأنظمة إطلاق نار ذاتية، يتم التحكم بها عن بُعد؛ بهدف منع "أي عمليات مقاومة مسلحة أو عمليات تسلل تستهدف المستوطنات".