تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، حملتها العسكرية الواسعة على مدينة طولكرم ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، وسط تشديد أمني خانق يدخل أسبوعه الثاني.
وخلال الليلة الماضية، اقتحمت وحدات من قوات الاحتلال أحياء متفرقة في طولكرم وضواحيها، مستخدمة الكلاب المدربة في عمليات تفتيش مكثفة طالت المنازل في الحي الشرقي، وضاحية الطياح، وحي الرشيد في ذنابة، حيث أخضعت السكان لاستجوابات ميدانية، دون أن ترد أنباء عن اعتقالات.
وعززت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتشارها في المنطقة، حيث دفعت بتعزيزات إضافية من آلياتها العسكرية من معسكر "تستعوز" غربي المدينة، إلى جانب قوات قادمة من حاجزي الطيبة وجبارة جنوبًا. كما فرضت حصارًا مطبقًا على المدينة والمخيم، مانعة الطواقم الطبية من أداء مهامها بعد محاصرة مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي ومستشفى الإسراء التخصصي.
وقال شهود عيان لمراسل "قدس برس" إن المدينة باتت أشبه بمنطقة عسكرية، حيث تنتشر وحدات القناصة على أسطح المباني السكنية والتجارية التي حولها الاحتلال إلى مواقع عسكرية، خاصة في الأسواق والأحياء الشرقية والغربية.
ويواصل جيش الاحتلال حصاره لمخيم "طولكرم" مداهمًا المنازل وإجبار سكانه على الإخلاء بالقوة تحت تهديد السلاح. وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا خطيرًا مع استخدام الجرافات العسكرية الضخمة (D10) في هدم منازل ومحال تجارية في حارتي السوالمة والحمام، ما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية.
ولم تتوقف الانتهاكات عند عمليات الهدم، فقد قام عناصر من جيش الاحتلال بتخريب عشرات المنازل من الداخل، وإحداث ثقوب في جدرانها لاستخدامها في التنقل بين المنازل المتلاصقة، مما أدى إلى نشر الرعب بين السكان، دون اكتراث لوجود أطفال أو كبار سن.
في ظل هذا القمع المتواصل، استمر نزوح العائلات من المخيم تحت تهديد السلاح، بينما يزداد الوضع الإنساني سوءًا مع انقطاع الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وإنترنت، بالإضافة إلى نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
وانضم، أمس السبت، وحيد عمر وحيد ماضي (51 عامًا) إلى قائمة الشهداء، متأثرًا بإصابته برصاص قناصة الاحتلال في حارة "قاقون" داخل المخيم، ليرتفع عدد الشهداء خلال هذا العدوان المستمر إلى أربعة.
ومع تصاعد المواجهات، أعلنت وزارة التربية في السلطة الفلسطينية عن تحويل الدراسة إلى نظام التعليم الإلكتروني عن بُعد اعتبارًا من اليوم الأحد في مدينة طولكرم وضواحيها.