أكد نقيب الجيولوجيين الأردنيين، خالد الشوابكة، أن التقديرات الرسمية التي تشير إلى الحاجة لعشر سنوات للاستفادة من الغاز المكتشف في الأردن قد تؤثر على مستوى التفاؤل، مشيرًا إلى أن هذه المدة تُعتبر طويلة.
وأوضح الشوابكة، لإذاعة "حياة إف إم"، أن هناك إمكانيات واعدة للاستفادة من الغاز الطبيعي في الأردن، لافتًا إلى أهمية ارتباط هذا الملف بأمن الطاقة الوطني.
وأضاف أن قطاع الطاقة يحتاج إلى استثمارات كبيرة وحفر مكثف لتوظيف الموارد المتاحة، مشددًا على ضرورة إجراء تقييم دقيق للكميات المكتشفة. كما أشار إلى أن الحديث عن الحاجة لحفر عشرات الآبار قد يضعف حالة التفاؤل العام.
وصرّح وزير الطاقة والثروة المعدنية، صالح الخرابشة، مؤخرًا، أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود 4.6 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي القابل للاستخراج في حقل الريشة.
وأوضح أن هذه الكميات تمثل فرصة واعدة، ولكن يجب تقييم الجدوى الاقتصادية لها لتحديد الإضافة المحتملة للاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن عمليات التأهيل والحفر ستحتاج إلى سنوات واستثمارات ضخمة تُقدر بالمليارات.
وفي هذا السياق، دعا الشوابكة إلى الاستعانة بخبراء دوليين لتسريع عمليات استخراج الغاز، مشددًا على ضرورة التدقيق في هذا الملف قبل الشروع فيه.
وتناول الشوابكة، خلال حديثه، أسعار الغاز المتوقعة على المستوى العالمي، موضحًا أن تصدير 165 مليار متر مكعب من الغاز إلى السوق الأوروبي يُقدَّر حاليًا بقيمة 92 مليار دولار، فيما تُقدر القيمة في السوق الآسيوي، مثل كوريا واليابان، بنحو 74 مليار دولار. وطرح تساؤلًا: "إذا كان بالإمكان تحقيق عوائد بقيمة 20 مليار دولار، ألا يستحق ذلك تقليص مدة العشر سنوات التي تحدثت عنها الحكومة؟".
كما استعرض سيناريو آخر، يتمثل في استخراج 39% من احتياطيات الغاز، أي نحو 132 مليار متر مكعب، بقيمة تُقدر بـ74 مليار دولار في السوق الأوروبي، أو 60 مليار دولار في السوق الآسيوي.
وأكد أن هذه الأرقام تُعزز الاقتصاد الأردني وتفتح آفاقا للتصدير، مع إمكانية البحث عن شريك دولي للمساهمة في عمليات الاستخراج.
وفيما يتعلق بالخامات الطبيعية الأخرى في الأردن، أشار الشوابكة إلى اكتشاف النحاس منذ أكثر من 60 عامًا، مؤكدًا أن الدراسات التي أجرتها شركات متخصصة أثبتت وجوده بكميات اقتصادية. وتساءل: "لماذا يتم استخراج النحاس في فلسطين عبر شركة إسرائيلية، بينما لا يتم استغلاله في الأردن؟".
وأكد الشوابكة أن الأردن يتمتع بثروات طبيعية هائلة، بما في ذلك الصخر الزيتي، إلا أن هناك تحديات ظهرت مؤخرًا في هذا الملف.
وعند الحديث عن النفط، أوضح الشوابكة أن عدم وجود النفط في الأردن مرتبط بالعوامل الجيولوجية، مشيرًا إلى أن النفط يتحرك من مناطق الضغط المرتفع إلى المنخفض، مما يجعل تضاريس المنطقة مؤثرة في تحديد وجوده.
وأشار إلى احتمالية وجود النفط في مناطق البحر الميت، الغور، ووادي عربة، ولكن ضمن تراكيب جيولوجية معقدة تتطلب دراسات معمقة وتكنولوجيا متقدمة.