سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، الضوء على جهود مؤسسات المجتمع المدني المقدسي في خدمة المقدسيين حفاظا على "عروبة القدس".
كما ناقش أهمية الاجتماع الذي تم عقده في القدس ضمن إطار الشراكة بين صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق الهاشمي وعدد من المرجعيات، من أجل تفعيل ودعم عمل مؤسسات المجتمع المدني والتنسيق بينها من أجل خدمة المقدسيين ودعم صمودهم.
وقال المدير التنفيذي للجمعية الأكاديمية الفلسطينية للدراسات الدولية، عدنان الجولاني، إن الحاجة إلى عقد هذا الاجتماع جاءت بسبب الهجمة التي تتعرض لها مدينة القدس وأهلها، وبشكل خاص خلال العام الماضي، حيث واجهت مؤسسات المجتمع المدني عددا من التحديات في الآونة الأخيرة، منها عدم "توحيد" صوتها وغياب التنسيق فيما بينها، إضافة لعدم القدرة على تقسيم الأدوار في معالجة القضايا التي تتعرض لها المدينة.
وأشار الجولاني إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) قام بهذه المبادرة بهدف مساعدة الشعب الفلسطيني في المدينة المقدسة، حيث قام بحشد عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، ووفر المكان والزمان المناسبين لهذا الاجتماع.
وأوضح أن أهمية تعزيز ودعم عمل مؤسسات المجتمع المدني تأتي بسبب وجود مخطط إسرائيلي لتهويد مدينة القدس، وتأكيد ضم الاحتلال للشطر الشرقي منها بدون سكان، حيث أن سلطات الاحتلال بعد أن وجدت المقدسيين صامدين في أرضهم ولا يريدون الخروج منها، قامت بإطلاق العديد من البرامج والخطط مدعية بأنها تقع ضمن إطار "إزالة الفوارق بين القدس الشرقية والغربية"، إلا أن الهدف الفعلي من إيجاد هذه الخطط هو تهويد المدينة وتطويع السكان لتقبل الوجود الإسرائيلي.
ولفت إلى أن وجود هذه المخططات، والتي تأتي في ظل غياب أي "عمل فاعل" للحكومة الفلسطينية في القدس، بسبب المحددات التي بدأت في أوسلو، والتضييق على كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومنعها من العمل داخل مدينة القدس، ما جعل دور مؤسسات المجتمع المدني هو البديل "الفلسطيني" للعمل على سد احتياجات المدينة وسكانها "وطنيا"، إضافة للمؤسسات الدولية وعلى رأسها صندوق الأمم المتحدة الإنمائي.
وشدد على أهمية دور الحكومة الأردنية والصندوق الهاشمي والديوان الملكي الهاشمي ومجلس الأوقاف في خدمة مدينة القدس، والتعرف على احتياجات سكانها وسدها، مشيرا إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تعد أبرز المؤسسات الموجودة في المدينة، وأن لها الكثير من المساهمات في سد الكثير من احتياجات المقدسيين.
وأشار الجولاني إلى أن المقدسيين جميعا يعلمون المكانة التي تحظى بها القدس لدى جلالة الملك عبدالله الثاني، وأنها في قلبه ووجدانه، وحاضرة في جميع اجتماعاته وخطاباته في جميع المحافل العربية والدولية.
وأكد أن المقدسيين يعرّفون الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات بأنها العلاقة بين المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بشخص جلالة الملك، وبين القدس الشرقية بكاملها، داعيا الجميع إلى دعم الوصاية الهاشمية والوقوف خلفها في دعمها للقدس والقضية الفلسطينية والدفاع عنها.
وبين أن مؤسسات المجتمع المدني المقدسية تقوم بدور "حكومة الظل" في القدس، حيث تعمل في جميع القطاعات وتتحمل مسؤولية كبيرة في تقديم الخدمات الأساسية للمقدسيين في ظل غياب حكومة فعلية في القدس، إضافة للضغوطات التي تفرضها حكومة الاحتلال على عمل المؤسسات الدولية الموجودة في القدس.
وأوضح الجولاني أن مؤسسات المجتمع المدني المقدسية تواجه عقبات وتحديات كثيرة في ممارسة عملها، ومنها محاولات سلطات الاحتلال منعها من القيام بعملها بالشكل اللازم، ومحاولة تقديم بديل للخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات في بعض القطاعات يخدم أهداف الاحتلال التهويدية، في ظل شح التمويل المتاح للمؤسسات المقدسية، والشروط التعجيزية التي يفرضها الاحتلال وحكومته على تمويل هذه المؤسسات.