صادف العاشر من كانون الثاني 2025 الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، التي أُنشئت عام 1990 بموجب رؤية ملكية سامية تهدف إلى تعزيز العمل الخيري والإنساني في الأردن والعالم.
ومنذ تأسيسها، أصبحت الهيئة الخيرية الهاشمية واحدة من أهم المؤسسات الخيرية التي تسهم في تحسين حياة الآلاف من الأسر المحتاجة، وتساهم في دعم قضايا إنسانية محلية وإقليمية ودولية.
وعلى الدوام؛ دعم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الهيئة في تعزيز مشاركتها في إغاثية الدول حول العالم، بما في ذلك تقديم المساعدات إلى مناطق الحروب والكوارث الطبيعية، حيث تحظى الهيئة بدعم مستمر من جلالته، الذي يشدد على أهمية العمل الإنساني والتضامن مع الشعوب في الأوقات العصيبة.
تواصل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية جهودها الكبيرة في دعم الأسر الأردنية والأشقاء في مختلف أنحاء العالم، ومع مرور 35 عاماً على تأسيسها، تظل الهيئة رمزاً للإنسانية والتضامن، وتستمر في تقديم يد العون للمحتاجين، ملبيةً النداء الإنساني في أوقات المحن والكوارث.
مساعدات إغاثية لغزة: استجابة فورية للأزمة
منذ بداية الحرب الحالية على غزة، قامت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة، سواء عبر البر أو الجو، بالتعاون مع 9 دول شقيقة و18 دولة صديقة، بالإضافة إلى 112 منظمة دولية.
وكانت الهيئة سباقة في تقديم الدعم للأسر الفلسطينية المتضررة من الصراع، حيث نظمت حملة محلية لجمع التبرعات لصالح غزة، والتي ساهم فيها المواطنون والمؤسسات المحلية بحجم تجاوز 73 ألف طن من المواد الغذائية والضرورية.
توجيهات ملكية.. مضاعفة الجهود بعد الحرب على غزة
الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي، قال لـ"المملكة" قبل أيام، إن جهود الهيئة ومساعداتها تضاعفت "بتوجيهات ملكية" بشكل كبير جدا منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023.
وأضاف الشبلي، أن الهيئة ما قبل الحرب على غزة، كانت ترسل بمعدل قافلة واحدة من المساعدات كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن الأمر اختلف والاحتياج أصبح كبيرا ما بعد الحرب.
كشف الشبلي عن أن الهيئة ترسل ما يزيد عن 150 شاحنة أسبوعيا.
“قبل الحرب كنا نرسل قافلة كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع حيث كان معبر رفح متاحا لإدخال المساعدات عبر جمهورية مصر العربية" وفق الشبلي.
وبين أن الأردن عمل على إقرار ممر إغاثي أردني لغزة، يخرج من الأراضي الأردنية عبر جسر الملك حسين مرورا بالأراضي المحتلة ووصولا إلى قطاع غزة.
دعم 23 ألف أسرة أردنية شهرياً
تواصل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية دعمها المتواصل للأسر الأردنية الأكثر احتياجاً في مختلف أنحاء المملكة، حيث تقدم مساعدات شهرية تشمل المواد الغذائية الأساسية، والكسوة، والدعم التعليمي والنقدي، بالإضافة إلى توفير الأدوية.
وتستفيد من هذه المساعدات أكثر من 23 ألف أسرة أردنية شهرياً، مما يساهم في تخفيف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.
دعم إقليمي ودولي: 42 دولة مستفيدة
لم تقتصر جهود الهيئة على العمل داخل الأردن فحسب، بل توسعت لتشمل دولاً إقليمية ودولية، حيث قدمت الهيئة مساعدات إنسانية إلى 42 دولة حول العالم.
وهذه المساعدات شملت توزيع المواد الغذائية، المساعدات الصحية، والمياه الصالحة للشرب، وتقديم الدعم للاجئين والنازحين في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية.
مساعدات إلى سوريا ولبنان: دعم مستمر
منذ عام 2023 وحتى بداية عام 2025، استمرت الهيئة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، حيث أرسلت ما يقارب 263 شاحنة مساعدات غذائية وإغاثية وجوية عبر 3 طائرات.
كما حافظت الهيئة على علاقة وطيدة مع لبنان منذ عام 1996، حيث قدمت حتى عام 2024 ما يقارب 120 شاحنة مساعدات و44 طائرة محملة بالمساعدات الضرورية للمحتاجين في لبنان.
تنوع المساعدات حسب الأولويات
تتنوع المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة ما بين مواد غذائية وإغاثية وصحية، وتعمل الهيئة الخيرية الهاشمية على تحديد أولويات الاحتياجات من خلال شراكاتها مع القطاع الصحي في غزة بقيادة منظمة الصحة العالمية، والقطاع الإغاثي الغذائي بقيادة منظمة الغذاء العالمية.
بعد أن تحدد الهيئة أولويات القطاع ترسل قوافل الاستجابة في كل مرة حسب الأولويات.
وتركز الهيئة بعملها على الطرود الغذائية التي تحوي عددا كبيرا من المواد التي تغطي احتياج أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة أسبوعين كاملين، كنظام غذائي متكامل، لأنها تؤمن العائلات الغزية من الجوع الذي تفرضه قوات الاحتلال الإٍسرائيلية.
248 مليون دولار الدعم المقدم لغزة منذ عام 2002
الأمين العام للهيئة الخيرية الهاشمية حسين الشبلي، قال مؤخرا إن مجموع الدعم المقدم لقطاع غزة منذ العام 2002 إلى ما قبل 7 تشرين الأول عام 2023 وصل إلى 200 مليون دولار من مختلف المساعدات، فيما بلغ مجموع الدعم بالكامل حتى بداية العام 2025 إلى 248 مليون دولار.
وأضاف الشبلي، إن مجموع ما وصل من مساعدات للضفة الغربية منذ عام 2002 حتى 2025 وصل إلى قرابة 18 مليون دولار.
وقال الشبلي إن الأردن استطاع إدخال مليوني لتر ماء للشرب إلى قطاع غزة بعد أحداث 7 أكتوبر، و53 طائرة إلى مطار العريش، و2191 طنا من الطحين، و124 إنزالا جويا، و 266 إنزالا بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة، و138 قافلة مساعدات بمجموع 4919 شاحنة، وتركيب 245 طرافا اصطناعيا.