الأمين العام __ الناتو __ مكتب عمان __ صوت جرش
قال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خافيير كولومينا، إن قرار افتتاح مكتب اتصال للحلف في عمّان، الذي أُعلن عنه في قمة واشنطن في تموز الماضي، مع اعتماد خطة العمل بشأن الجوار الجنوبي "هو أمر ذو أهمية كبيرة بالنسبة للحلف" ويعزز التعاون الكبير مع الأردن.
وأشار إلى أن الحاجة من وجود مكتب الحلف في الأردن يأتي لمواصلة التعاون مع السلطات الأردنية في العديد من الجوانب التي تشكل جزءًا من التعاون الثنائي.
وتوقع كولومينا، الذي يشغل منصب الممثل الخاص لأمين عام حلف الناتو في منطقة الجوار الجنوبي، أن يُفتتح المكتب في الأشهر الأولى من العام 2025، قائلا "نحن نحرز تقدمًا جيدًا للغاية في كل جانب من الجوانب، إن كانت لوجستية أو قانونية تستلزم افتتاح المكتب".
وبين للمملكة أن افتتاح المكتب يدعم تغييرًا كبيرًا في العلاقات الثنائية وسيعطي الجانبان الفرصة للتعاون بشكل أكبر على الأرض لإجراء حوار سياسي أكثر ثراءً لفهم المنطقة بشكل أفضل من خلال الوجود في عمّان.
وأوضح أن المكتب هو الأول الذي سيفتتحه الحلف في أي من بلدان الحوار المتوسطي، وبالتالي فهو مهم جدًا بالنسبة للحلف.
وأكد كولومينا على أن فكرة افتتاح المكتب في الأردن راسخ في الأذهان منذ سنوات، وجرت مناقشتها مع السلطات الأردنية منذ فترة طويلة، ولم يتقرر إلا في قمة واشنطن خلال العام الحالي، موضحا أن قرار افتتاح المكتب ليس له علاقة بما يحدث من توترات في الشرق الأوسط حاليا.
في 11 تموز الماضي، اعتمد الحلفاء في قمة الناتو (حلف شمال الأطلسي) لعام 2024 في واشنطن خطة عمل لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواكبة تطورات المشهد الأمني والإقليمي والعالمي، وحرصت هذه الخطة على إظهار التزام الحلف بتعزيز التعاون مع دول الجوار الجنوبي، من خلال إنشاء مكتب اتصال للحلف في المملكة الأردنية الهاشمية وهو مكتب الاتصال الأول في المنطقة.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أكدت أن افتتاح المكتب يمثل علامة فارقة في الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الأردن والحلف، حيث يقر الحلف بدور الأردن المحوري في تحقيق الاستقرار إقليمياً ودولياً، ويشيد بإنجازاته الممتدة في مكافحة التهديدات العابرة للحدود كالإرهاب والتطرف العنيف.
سيسهم المكتب، باعتباره مكتبا تمثيليا للحلف، بتعزيز الحوار السياسي والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين حلف الناتو والأردن. وسيعزز التواصل المستمر بين الأردن والحلف وبما يسهم في تعزيز فهمٍ أعمق للسياقات الوطنية والإقليمية وإحراز التقدم المنشود في تنفيذ برامج وأنشطة الشراكة التي تشمل عقد المؤتمرات والدورات وبرامج التدريب في مجالات مثل التحليل الاستراتيجي، والتخطيط لحالات الطوارئ، والدبلوماسية العامة، والأمن السيبراني، وإدارة تغير المناخ، وإدارة الأزمات والدفاع المدني.
- "أعظم مستوى" من التعاون -
وأكد كولومينا أنه "خلال العام ونصف العام الماضيين، كانت مناطق الجنوب وما زالت تشكل أولوية للحلف ويجب أن يظل أولوية، ومن خلال هذه الإرادة السياسية المتزايدة، جاء قرار افتتاح مكتب في عمّان أيضًا في قمة واشنطن"، مبينا أن لا علاقة بافتتاح المكتب بما يحدث اليوم في الشرق الأوسط، إلا أن المكتب يساعد الحلف على إقامة تعاون عملي أكبر مع الأردن، وفهم أفضل لكيفية تطور الأمور في المنطقة.
وأعاد التأكيد على أن المكتب سيسهم ذلك في تعزيز العلاقات الثنائية مع الأردن، والتي وصلت إلى "أعظم مستوى" من التعاون العملي كان مع أي شريك جنوبي مع الأردن، موضحا أن المكتب إضافة قيّمة لأدوات الشراكة مع الأردن، وسيساعد في زيادة الحوار السياسي والتعاون العملي والعسكري.
وعن مبادرات حلف شمال الأطلسي لدعم الأردن، قال كولومينا إن الحلف أطلق منذ عدة سنوات حزمة بناء القدرات الدفاعية، جنبًا إلى جنب مع المبادرات الأخرى التي أطلقت مع الأردن كشريك، وأطلق حزمة بناء قدرات دفاعية إضافية ضمن حزمة بناء القدرات الدفاعية التي زادت أهميتها ونطاقها في السنوات الأخيرة".
وأشار إلى أن تعزيز هذه القدرات تعتبر واحدة من المجالات ذات الأولوية لدى الحلف، إضافة إلى مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، مبينا أن الحلف يعمل مع السلطات الأردنية لتنفيذ مشاريع مختلفة من أجل زيادة التدريب والكفاءة وقدرة القوات المسلحة على حماية الحدود ومكافحة الإرهاب.
وشدد على أن الأردن هو الشريك الجنوبي الذي يتعاون معه الحلف بشكل عملي، ويستفيد حقًا من جميع أدوات الشراكة التي يمتلكها الناتو، إضافة إلى التعاون العملي والحوار السياسي الغني جدًا بين الجانبين.
وعن سبب الزيارة، قال كولومينا إن زيارته للأردن هي الأولى كممثل خاص للجوار الجنوبي، وقدم تعريفا للسلطات المحلية وشرحا عن جميع الأمور التي تتعلق بدوره الجديد ولمناقشة بعض المشاريع التي قد تنفذ في الأشهر المقبلة.
وأضاف كولومينا أن اختياره كممثل لحلف شمال الأطلسي في الجوار الجنوبي جاء بعد عملية تفكير طويلة بدأت قبل أكثر من عام، بعد أن أكد الأعضاء أن الحلف بحاجة إلى النظر إلى الجنوب كأولوية، وجرت الموافقة على هذا التوجه في قمة الناتو الأخيرة في واشنطن، وعلى خطة عمل تتضمن عدة ركائز للعمل، تشمل زيادة الحوار السياسي إلى التعاون العملي، وزيادة الحضور مع الشركاء في الجوار الجنوبي والتعاون مع المنظمات الدولية.
"قمة واشنطن، أقرت مقترح رؤساء الدول والأمين العام للحلف لتعيين الممثل الخاص للجوار الجنوبي وخطة العمل لها"، وفق كولومينا، موضحا أن مسؤوليات الممثل الخاص للمنطقة جاءت لزيادة وتعزيز حضور حلف شمال الأطلسي، وزيادة التعاون مع الشركاء الجنوبيين وزيادة أهمية الجنوب أيضًا ضمن أجندة التحالف، التي ستظل أولوية.
وتعود علاقات الأردن المؤسساتية مع حلف الناتو إلى عام 1995 حيث انضم إلى مبادرة "الحوار المتوسطي" والتي تشمل سبع دول متوسطية، وتسعى لتعزيز شراكة الحلف مع دول المتوسط لتأطير سبل التعاون والتنسيق من أجل الأمن والاستقرار.
ووقع الحلف أول حزمة لبناء القدرات الدفاعية مع الأردن في عام 2014 وهي التي تعتبر أفضل الأمثلة على قوة العلاقة بين الحلف والمملكة وتوفر منصة لزيادة التعاون العملي، وجرى تجديد هذه الحزم الدفاعية في عامي 2017 و2021.